رواية بعد أخرى، تكتسب الكاتبة اللبنانية جنى فواز الحسن مشروعيتها الروائية، فتعدما أصدرت روايتها الأولى "رغبات محرّمة" عام 2009 ونالت عنها جائزة سيمون حايك في البترون، شمال لبنان، ورشحت روايتها "أنا وهي والأخريات" للقائمة القصيرة ل"بوكر" الغربية في دورتها السادسة، تعود إلينا...

رواية بعد أخرى، تكتسب الكاتبة اللبنانية جنى فواز الحسن مشروعيتها الروائية، فتعدما أصدرت روايتها الأولى "رغبات محرّمة" عام 2009 ونالت عنها جائزة سيمون حايك في البترون، شمال لبنان، ورشحت روايتها "أنا وهي والأخريات" للقائمة القصيرة ل"بوكر" الغربية في دورتها السادسة، تعود إلينا بروايتها الجديدة (طابق 99) لتشكل خطوة مهمة في مسيرتها السردية، تتوخى فيها خطاباً روائياً رمزياً يتناغم مع عنوان الرواية والعالم المرجعي الذي تحيل إليه، فتأتي عملية الروي متناسبة مع ما يتضمنه المتن بما فيه من إحالات لزمن الحرب، ومعبّراً عما يترتب على الحب من تعدد وانقسامات وتأثيرات على العلاقات الاجتماعية بما فيها علاقة الحب.
تقول الروائية جنى الحسن أن أحداث روايتها (طابق 99) تدول في مكتب بطل الرواية في الطابق 99 في مبنى في مدينة نيويورك، مشيرة إلى رمزية المكان، وأضافت: "تمتد أحداث الرواية بين لحظة مفصلية في مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982 ونيويورك عام 2000، وتنتمي إلى أدب الحرب. كذلك ترتكز الرواية على قصّة حب حيث يقع "مجد"، الشاب الفلسطيني الذي يحمل ندبة المجزرة في جسده بحب "هيلدا" المسيحيّة المتحررة من عائلة إقطاعية تمتعت بنفوذ اليمين المسيحي أثناء الحرب. يبدأ النزاع حين تقرر الفتاة، التي تتعلم الرقص وتمتهنه في نيويورك، العودة إلى قريتها في جبل لبنان لإعادة اكتشاف ماضيها، وبين تصوّره للعدة القدين وخوفه من خسارتها، يجد "مجد" نفسه أيضاً مضطراً إلى استعارة أحداث مؤلمة أودت بحياة والدته وجنينها، وحولت والده من أستاذ في "الأونروا" إلى فدائي، وبعدها بائع ورد في حي "هارلم" الشهير في أمريكا. تضع أحداث الرواية جيل ما بعد الحرب في مواجهة مع أسلافه لطرح الأسئلة حول جدوى المعارك القديمة، وإن كانت قد انتهت فعلاً، وتأملات حول مقدرة الحب على تظهير الأحقاد والعداوات.
وبعد (طابق 99) رواية تضع جيل ما بعد الحرب في مواجهة مع أسلافه، وتطرح أسئلة حول جدوى الحرب، ولتقول لنا أن الحرب لا تنتهي بوقف إطلاق للنار، فهناك ندوب لا تمحى أبداً.