شارك هذا الكتاب
ترانيم الغواية
الكاتب: ليلى الأطرش
(0.00)
الوصف
أين جدك؟ ماذا حدث له في ديار المسكوب؟ العلم عند الله... مع بداية القرن الجديد ترنح العالم بحروب غيرت مصير بلادنا... العالمية الأولى، والثورة العربية وسقوط الخلافة، وثورات الجياع ضد القيصر في بلاد المسكوب، لن أخذل صبية تحبني... سأعود بها أو نواجه مصيرنا معاً... واختفى جدك ذات...
أين جدك؟ ماذا حدث له في ديار المسكوب؟ العلم عند الله... مع بداية القرن الجديد ترنح العالم بحروب غيرت مصير بلادنا... العالمية الأولى، والثورة العربية وسقوط الخلافة، وثورات الجياع ضد القيصر في بلاد المسكوب، لن أخذل صبية تحبني... سأعود بها أو نواجه مصيرنا معاً... واختفى جدك ذات شتاء، رغم توسلاتي وإضطراب الأحوال قصد بلادها... فهل وصل؟ وهل نجا الغريب من ثورة سفكت الدماء، وغيرت المعتقدات وأطاحت بكثيرين؟...
إن كان حياً فليبارك الرب إختياره... ويرحمه برحمته لو انتهى عمره، اختفاء جدّك وإنقطاع أخباره ضاع في هول حادثة هزت البلادء والطائفة بعد شهور، أدمت قلوبنا، وأساءت إلى النصارى، مزقت الوحدة وأيقظت الطائفية، وكادت تنقلب فتنة عارمة، لولا تدخل العقلاء من الملّتين... دخول قائد الحلفاء الإنجليزي أدموند للني إلى القدس.
ورغم أنه دخل المدينة مرتين، إلا أن الدخول الثاني أثار العاصفة، في النصف الأول من كانون الأول 1917، توقف الجنرال الإنجليزي، قائد الحلفاء المنتصر، في محلة الشيخ بدر خارج السور... إحتفال مهيب من رجالات القدس وشيوخها... وخطابات الترحيب مجدت إنتصار الحلفاء على خلافة حائرة... ثم سلمه رئيس البلدية حسين سليم حسن أفندي الحسيني مفتاح القدس، ليدخل إلى البلدة القديمة من باب العمود، فالمدينة المقدسة تزينت، وتنتظر البطل على جوانب دروبها، بغطرسة أخذ المفتاح وبتكبر قال: سأدخل القدس عندما أريد، وفي موعدٍ أحدده أنا، دخوله الثاني بعد أسبوع كامل... ومثل أسلافه دخل ماشياً من باب الخليل في يوم أحد... وعلى موسيقى القُرَب، وقرع الطبول، وبين أعلام الكشافة، وفي إحتفال عسكري مهيب دخل غازباً... والقدس اعتادت دخول الغزاة منذ كانت.

والصحيح أن طوائفنا بالغت في الترحيب به، وأعدت له، في ساحة القيامة، إستقبال بطل، فلا علم لأي منا بنوايا الإنجليزي وما يضمر، فأذهلنا ما قال، وصدمنا قبل غيرنا... كأنما يتشبه بريتشارد قلب الأسد! توقف بصلف على باب كنيسة القيامة وقال: "اليوم انتهت الحروب الصليبية" فهل تصور الجنرال أنه يعيد تاريخ الفرنجة؟ أنسي أنه ما كان سيصل إلى بيت المقدس لولا ثورة العرب ضد الأتراك، ومساندتهم للحلفاء؟! ويعلم الله يا رفيق أن كلماته جرحت قلوبنا، فنزف ألماً وغضباً، وأوقعتنا في حيص بيص، جفت حلوقنا خوفاً من الفتنة، والإنجليزي يجيء بالبلاء للعرب المسيحيين مثلما فعل الصليبيون بعد كل غزوة، وما حسبناه وقع...
التفاصيل

 

الترقيم الدولي: 9786140211599
سنة النشر: 2014
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 296
عدد الأجزاء: 1

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين