ظلت تعابير مثل "البترودولار" و"آبار النفط المتحركة" تسيطر على قولبة الخليج والخليجيين في المخيلة العربية، وكما أن الاغتراب إلى الخليج من قِبل العرب لم ينقطع بل ظل متزايداً بوضوح، فإن المتداول خلسة في شأن النظرة إلى الخليج وأهله لم ينقطع وظل هو الآخر متنامياً بجلاء سواء من...
ظلت تعابير مثل "البترودولار" و"آبار النفط المتحركة" تسيطر على قولبة الخليج والخليجيين في المخيلة العربية، وكما أن الاغتراب إلى الخليج من قِبل العرب لم ينقطع بل ظل متزايداً بوضوح، فإن المتداول خلسة في شأن النظرة إلى الخليج وأهله لم ينقطع وظل هو الآخر متنامياً بجلاء سواء من جانب بعض المغتربين أنفسهم أو قطاعات عريضة من المرابطين في أوطانهم على امتداد العالم العربي. وبرغم أن الكتاب يبدأ بقصص وطـُـرَف بسيطة تقع في العادة لأي مغترب في الخليج، فإن عمرو منير دهب ينطلق في كتابه "حكايات مغترب فقير.. في الوساطة بين الخليج وخصومه" من تلك القصص والنوادر العفوية ليتناول بعدها – وربما خلالها – بصورة ضمنية موضوع الوساطة بين الخليج وخصومه الذين يصرون على تنميطه في قالب الثراء الفاحش وتداعياته المتداولة على مختلف الأصعدة، وبصورة أكثر تحديداً على الصعيدين الاجتماعي والثقافي.
من خلال عناوين مثل: "معسكر عمل ومعسكر حياة"، "صراع جنسيات"، "طبقات فحول العرب"، "جنون الاغتراب"، "هِبة النفط"، "طال عمرك يا روبرت"، "بين عسل الخليج ونحله"، "تفنيش.. تسفير"، "أيُّنا كتب الآخر؟".. يرى عمرو منير دهب أنه إذا كان الخليج مذنباً فمثلما أذنب بقية العرب، وإذا كان مظلوماً فبالقدر الذي ظــُـلم فيه بقية العرب في غير دول الاغتراب فيما يماثل القضايا موضوع الجدال مع اختلاف الأشكال والتداعيات، آملاً أن يكون ذلك مدخلاً إلى وساطة عقلانية مع خصماء الخليج.