-
/ عربي / USD
هذا السؤال "فيم تفكّر الحواسّ عند المحدثين؟" والذي يجمع شمل فصول هذا الكتاب، ويبسّط نفوذه الدلالي عليه، كما لو كان يمسك بغيمة عابرة، لا يدّعي امكانية السّير في كلّ ثنايا الحداثة وطيّاتها. ربّ ثنايا تطوي الأسئلة وتخفيها عن الكاتب وعن القارئ معاً. هل تفكّر الحواسّ وقد منعها معظم الذين ساروا على طريق الفكر الفلسفي من التفكير؟ هل تفكّر الحواس وهي التي تخدعنا وتضلّلنا بالمظاهر العابرة. هل تفكّر الحواسّ وهي مشحونة برغبات الجسد وانفعالاته وصوره ورؤاه وتوتّراته؟
هذا الكتاب يحلم أن يخترق خطوط الصمت الثاوية في تجاعيد هذه الأسئلة التي توجّهها الحواسّ، لكنّه قد يتعثّر في الوصول إلى المدى البصري لأحلامها.. هل سيكون كتابا في حجم الحواسّ في كثافتها وشدّتها وصمتها وسرعة اتطباعاتها وتقلّب أمزجتها؟ ربّما لن يفعل هذا الكتاب في غالب الحالات غير الارتماء في أحضان أسئلته، وأحياناُ أخرى لن يفعل غير تأجيلها. وقد يحدث أن ينسى في استسلامه الى خارطة المحسوس الجاهزة الحواسّ المندفعة نحو ثنايا غير متوقّعة وغير مسجّلة في ذاكرة الأحاسيس الكونية. ومن فرط هوسه بنظريات وأفكار تدّعي استقلالها عن المحسوس قد يعطّل انفعالات الحسّ الفنّي من أجل السّير على طريق مغايرة في معالجة مسائله.
فيم تُفكّر الحواسّ؟ وهل تفكّر على طريقة الكوجيطو؟ هل ثمّة كوجيطو خاص بالحواسّ أم أنّ حواسّ المحسوس متحرّرة من كل أشكال الكوجيطو: كوجيطو التأمّلات أو كوجيطو التأويلات أو كوجيطو المكبوتات؟ كوجيطو الحواسّ هل هو كوجيطو مجروح أم كوجيطو في صحّة جيّدة؟ رُبَّ أسئلة لن نتركها يتيمة أو بلا ذاكرة بل سنجعل منها مسارات كثيفة مكتظّة دوماً بحواس فلسفيّة وفنيّة متنوّعة: باستعارات حائرة أو بلوحات تكتب صمتها المزلزل.. أو بفلسفات تدفع بالمحسوس إلى ورشات تجريب بعيدة المدى.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد