باشتغال يقوم على المزاوجة بين الذهني والتصويري وبلغة تجمع بين النثر والشعر يأتي نص الشاعرة ربيعة جلطي (النبيّة) فتستعير هنا مقترباً رمزياً قريباً من صورة الملائكة والأنبياء، وبنسقٍ رؤيوي تجريدي يقوده الغموض إلى مساحات جمالية؛ تكتسب نوعاً من الروحانية والقداسة عبر الزمان والمكان في عالم ممتلىء بأكداس من الرؤى الكونية والوجودية معاً، فلنستمع إلى الشاعرة ماذا تقول عن: اللغة والشعر والحياة الناطقة "كتبت قصيدة هذا المساء .. / بدت لي لعوباً .. / سيئة السمعة .. / مزقتها إرباً إرباً .. / غرتُ منها عليك / يا معشوقي من الشعراء .. معري ثالث الأحباس .. ورسالة غفرانك .. وصلت أخيراً للناس .. !! / شديد دقه على الباب .. هو المعري .. مبتسماً يمدّ لي رسالة الغفران !! " عبر هذا الفضاء الشعري الزاخر بالمعرفي والفلسفي تسترسل الشاعرة في هذا النسق الرؤيوي الذي سوف يأخذ نص (البنيّةُ) والشاعرة إلى آفاق وحدود غير معلنة. وهذا هو امتياز الشاعرة جلطي.