هذه المرّة تخطيت ذلك الشعور بالكآبة إلى مشاعر الغضب والسلوك اللاإجتماعي. لم يعد بإمكاني البقاء في عفن الماضي. كيف تحملت كل ذلك الضغط الذي أهدر في طاقة الشباب؟ لقد أمضيت حياتي في موقف دفاعي أرفض المجازفة متأمّلة أن أعيش بسلام وطمأنينة، ولكن يبدو أنني كنت أرهق نفسي في الدفاع...
هذه المرّة تخطيت ذلك الشعور بالكآبة إلى مشاعر الغضب والسلوك اللاإجتماعي. لم يعد بإمكاني البقاء في عفن الماضي. كيف تحملت كل ذلك الضغط الذي أهدر في طاقة الشباب؟ لقد أمضيت حياتي في موقف دفاعي أرفض المجازفة متأمّلة أن أعيش بسلام وطمأنينة، ولكن يبدو أنني كنت أرهق نفسي في الدفاع عن رؤية كانت بمثابة سجن لي، خذه الرؤية بحدّ ذاتها كانت رؤية مبتورة قد أضحت مصدر قلقي وكآبتي. ومما لا شكّ فيه أن أهمّ سبب كان يحول دون قدرتي على التغيير هو الهروب من الإقرار بحقيقتها. لقد ارتضيت أن أضع على عيني غشاوة والتزمت الصمت حتى أتحايل على ذاتي وأهرب. لو كنت فعلا أحبّ نفسي، كان يجب أن أواجهها، أن أتحدّاها آنذاك، أن أرفض الذل وأطلب الطلاق، أن أرفض أن أظلّ عبدة للتقاليد والمجتمع.
الآن سأنتقد، سأتحدّى، سأصمد. تعمقت تلك الثورة لدي في عدم الانتماء إلى تلك التقاليد وسكن الشعور بالتمرّد كل خلية في جسدي.