شارك هذا الكتاب
بقايا اللوغوس
(0.00)
الوصف
يمكن فهم حكاية العقل الغربي بوصفه عقلاً تحولياً غير راسخ بنوع من وجهتي السلب والإيجاب؛ فهو في تحولاته هذه يكشف عيوبه المستمدة في التفاقم؛ ومن جانب آخر فهو يحاول أن يبين لذاته وللآخر أنه لا يعاني من التكلّس أو التحجّر، وبذلك فهو عقل مراجعاتي يحاول أن يتجاوز أزماته التي تتفجر...
يمكن فهم حكاية العقل الغربي بوصفه عقلاً تحولياً غير راسخ بنوع من وجهتي السلب والإيجاب؛ فهو في تحولاته هذه يكشف عيوبه المستمدة في التفاقم؛ ومن جانب آخر فهو يحاول أن يبين لذاته وللآخر أنه لا يعاني من التكلّس أو التحجّر، وبذلك فهو عقل مراجعاتي يحاول أن يتجاوز أزماته التي تتفجر بين الحين والآخر.
وهذه الحكاية هي صلب الدراسات المتناثرة في نص هذا الكتاب، ولعل أهم ما يمكن لمحه هو إنبثاق مشاريع نقدية مختلفة ومتباينة في خصوصيتها، وشاملة في مجملها، لأن بعضها يكمّل البعض الآخر، فإشكاليات هذا العقل لم تقتصر على زاوية معرفية دون غيرها، فقد انتشرت في الفلسفة والدين والسياسة ومباحث الحقيقة وأدواتها.

وإلى هذا، فقد وقف الباحث في دراسته هذه عند أقوى مطارق النقد هذه المتمثلة بــ"نيتشه"، وما قدمه في نقدٍ لاذع لكل ما تفاخر به اللوغوس من سلطة وقسر على موضوعاته (الإنسان والطبيعة)، وذلك ما عرّج عليه الباحث لتبيان بدايات إهتزاز الثقة من الداخل في العقل الغربي، بما قدمه نيتشه من خطاب باشذراتي تحطيمي عالج قضايا الذات ومركزيتها والآخر وتفوقه، وما لخطة نيتشه هذه إلا منعطف كبير وتأسيسي؛ بطريقة غير مباشرة، بطريقة غير مباشرة، لخطاب غير تأسيسي، إذ فتح الباب على مشروع جديد هو الخطاب ما بعد الحداثي.

من هنا، كان لا بد للباحث من الوقوف عند دلالات المشروعين ومقولاتهما، ثم فحص أبرز النتاجات المتممة لهذا النقد مع مدرسة (فرانكفورت) وتشخيصها لداء العقل الأداتي، الذي حوّل كل شيء حوله إلى موضوع حسابي لا يحيل أية دلالة خارج مكننته ورقميته، ومع هذه المدرسة الألمانية بالإمكان تلمس مشروعات ضمنية في المشروع النقدي الأكبر وهي في الفعل التواصلي وفي إعادة الإعتبار للمنجز الفني والخطاب الرومانسي أو الإنساني عموماً.

ومن ثم تناول الباحث في دراسته هذه موضوع فحص التراث والتقليد الذي شكل معاني الحقيقة لديه عبر مشروعي (هابرماس وغاداميير)، وكيف تعاملا مع التقليد بوصفه إطاراً لازماً للفهم أو بوصفه حجاباً مانعاً له فيما قدماه من دورٍ (للهومينوطيقا) في ذلك؛ ليتناول، أيضاً، الموقف من التقليد الحداثي من وجهة نظر (حنّه آرنت)، في فحصها للتقليد السياسي وما أفرزه من ويلات في صناعة (التوتاليتارية) وخطابها الإقصائي والعنفي وكيف للسلطة أن تستعيد هيبتها في معنى تقليد أسبق لتراكم هذه التقليدات مع اليونان، ومن ثم الموقف من الثورات التي تمثل صلب إعادة الفحص والنقد بشكله الأكثر (راديكالية).

أما المنهج الذي اتبعه الباحث فهو منهج المرور على منجز ما بعد الحداثي؛ لأنه التتويج الأبرز لنخر المركزية الغربية، والسبب الأساس لإنبجاسها، فتم الخوض في هذا البحث مع (بودريار) بحثاً عن تصوراته في الفائض الصوري الذي جعل كل شيء يتسم بالإصطناع على المصطنع، أو صورة للصورة، ليصبح ما حول الإنسان فاقداً للمرجعية الواقعية المفرطة، وإنجازاً لفهم هذا التيه في معياريّة الحقيقة، وبعد لمسة لغياب مسطرة التمثل التي كانت أسّاً لتباهي العقل وسلطته، هناك (روثي) في المشروع اللامرآوي أو اللاتمثّلي واللاتأسيسي، تتّمة لسياق إشكالية هذا الكتاب الرئيسة ليتم معه قلب صفحة الكتاب المقدس للغرب، بكتابٍ بشري هو النسبيّ والتأويليّ والتاريخي، فيتم فهم كيف أن سيرورة العقل الغربي كانت لازمة له إلى الزمن الراهن، وأنه لا يركن إلى الجمود، حيث يرى الباحث هنا أن لعل ذلك يكون إيجاباً له، على الرغم من أن كلّ ما استشهد به هو محاولات قضائية له، وإتهامية لما قدّمه وما أسس عليه، وعلى ذلك، فإن الكتاب إنما هو كلام في بقايا اللوغوس "العقل الكليّ" أو المنطق المطلق، والكلمة الناظمة لكل ما لدى الإنسان ومعه وفيه وما حوله من البقايا من كل ذلك فقط.

التفاصيل

 

الترقيم الدولي: 9786140212039
سنة النشر: 2015
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 240
عدد الأجزاء: 1

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين