إنّ عنوان مثل "بما سيجدّ من تأويل" يستغرق احتمالات تأويلية متعدّدة، كما الشعر، من هنا تتجاوز نادية البوشي لفظة (تأويل) في دلالاتها المعجمية الحرفية لتأخذ مدى واسع في الدلالات الرمزية التي لا تنفك الشاعرة عن العودة إليها من حين لآخر، وبمعانٍ مختلفة، ومتضادّة أحياناً، وبهذا...
إنّ عنوان مثل "بما سيجدّ من تأويل" يستغرق احتمالات تأويلية متعدّدة، كما الشعر، من هنا تتجاوز نادية البوشي لفظة (تأويل) في دلالاتها المعجمية الحرفية لتأخذ مدى واسع في الدلالات الرمزية التي لا تنفك الشاعرة عن العودة إليها من حين لآخر، وبمعانٍ مختلفة، ومتضادّة أحياناً، وبهذا المعنى الديوان برمته، صار محمّلاً بظلال، وطاقات رمزية مصاحبة للذات الشاعرة، توحي للقارئ، من دون أن تكشف له كل أبعاد النصّ، بل تدع له فسحة من التخييل والتفسير، وكأنّ الشاعرة البوشي تقيس نبض المتلقي وهو يمسك بنصها، بإخراج الكلمات من معانيها الحرفية، وتحويلها إلى علامات لغوية دالّة ومعاني لا حصر لها.
في القصيدة الممنونة (بما سيجدَ من تأويل) نقرأ:
خذ ما رواه السهد عن أرقى/ وأعرض عن نواياك المريبة/ في انهمار الآه بين يديك/ حدّق في عيون القول/ حتى صحوة اللغة المضيئة/ أوبة الإحساس بالمعنى الشريد/ وإذا تبرجت المواسم جهرةً/ وتشابكت في الروع أغصان البيان/ دع المعاجم تنضج المعنى على جمر المجاز/ وتصقل اللحن الذي روته سحراً/ بين أكناف الخيال/ ولُمّ أثمار النشيد...".
يضم الكتاب قصائد في الشعر العربي الحديث جاءت تحت العناوين اللآتية: "ظل تماثل للبياض"، "مشكاة"، "بوصلة"، "فاتحة نهار عربي"، "فوضى جراح"، صهيل الميادين"، "اغتيال"، "فناء"، "لجوء"، "يقين"... وعناوين أخرى.