هذه الدراسة بدأت بذرة صغيرة في الذهن، منذ ولجت طائعا عالم أمير تاج السر الساحر، في روايته الخالدة الموسومة بإسم (مهر الصياح)، فالرواية أمسكت بتلابيبي وغيبتي عما عداها، وسحبتني إلى عوالمها الثرية بالأحزان الصغير الموجعة، والكبيرة التي تصيب المرء بالدهشة والغثيان، وتجعله...
هذه الدراسة بدأت بذرة صغيرة في الذهن، منذ ولجت طائعا عالم أمير تاج السر الساحر، في روايته الخالدة الموسومة بإسم (مهر الصياح)، فالرواية أمسكت بتلابيبي وغيبتي عما عداها، وسحبتني إلى عوالمها الثرية بالأحزان الصغير الموجعة، والكبيرة التي تصيب المرء بالدهشة والغثيان، وتجعله يمور بالغضب والثورة على عالم قبيح نجاوره ولا نراه أحياناً، ولا نسمع أنّات المسحوقين تحت حجارة الرحى فيه. ملكتني الرواية وأسرتني وجعلتني لا أنام ولا أصحو ولا أمشي أو أجلس إلا وأنا مسكون بصورها المرعبة وفجيعتها التي لا تنتهي، وتلك الدهشة التي لا تموت ولا تخبو جذوتها، وجدتني أقرأ وكتب، ثم أعود إلى أنني بلغت ضفّة النهر، وجدتني لا زلت أكافح الأمواج في عرض المحيط مهر الصياح، وهكذا تحولت الدهشة إلى حروف، والحروف إلى مقالة ضاقت بها الأفكار والصور المتداعية إلى الذهن، فتحولت المقالة إلى دراسة لم تشف ظمأ الكتابة عن هذا العمل الإبداعي الفريد.