رواية "متاهة الأرواح المنسية" هي الرواية السادسة في سلسة متاهات الشاعر والروائي بُرهان شاوي، والثامنة إلى جانب روايتي "الجحيم المقدس" و"مشرحة بغداد"... فمنذ الرواية الأولى في هذه السلسلة "متاهة آدم" مروراً ببقية المتاهات المتسلسلة: متاهة حواء، متاهة قابيل، متاهة الأشباح،...
رواية "متاهة الأرواح المنسية" هي الرواية السادسة في سلسة متاهات الشاعر والروائي بُرهان شاوي، والثامنة إلى جانب روايتي "الجحيم المقدس" و"مشرحة بغداد"... فمنذ الرواية الأولى في هذه السلسلة "متاهة آدم" مروراً ببقية المتاهات المتسلسلة: متاهة حواء، متاهة قابيل، متاهة الأشباح، ومتاهة إبليس، والآن في "متاهة الأرواح المنسية"، يقودنا الكاتب في متاهة من الأسماء والأحداث والبلدان والثقافات، مؤرخاً للعنف التاريخي في العراق الجديد... ولمحنة الإنسان في هذه الحياة من خلال مصائر درامية لشخصيات قلقة وأرواح تائهة ومنسية في متاهة الوجود... ليدون بذلك أطول رواية كُتبت باللغة العربية إلى جانب ألف ليلة وليلة، ولا تزال المتاهة مفتوحة على متاهات أخرى...
من أجواء الرواية نختار هذا النص: التفّت إليه وفي نظراتها سخرية مبطنة وعلى وجهها إبتسامة مُرّة وقالت: - أتعرف يا سيد آدم... لقد تعبت من اللعب بالكلمات والجمل الكبيرة... ومصائد اللغة الناعمة... والمبالغات في مديح الذات ونفخها بالتعميمات... أنا امرأة متعبة... امرأة تعرضت للكثير من المحن والمآسي... وحياتي بسيطة مثل الماء... ومعقدة مثل السماء.... أبحث عن مكان لا أحتاج فيه لمساعدة أحد... أريد الإستقرار في بلد أنتمي إليه روحياً... وأعرف لغته على الأقل... لست في وضع نفسي يتيح لي تعلم لغات جديدة.... ثم قل لي: لماذا يجب علي أن أفسّر كل شيء؟... وأن أحلل كل شيء...؟... وأن أبحث عن الدوافع الغامضة لكل شيء...؟...
هذا الأمر يجعل الحياة جحيماً... يجعلها دوامة بلا قرار... أنا امرأة وحيدة... أحس وكأنني في غاية تلتف الأفاعي على أغصانها الكثيفة... احس بالتفاهة تحاصرني... تخنقني... حياتي صارت بلا معنى بعد موت ابني الوحيد آدم... صرتُ أخاف من كل شيء... أخاف المرتفعات... أخاف الحافات الناتئة والحادة... حينما أقف على حافة الأشياء وأنظر إلى أعماق الهاوية أشعر بالرعب... لا أقصد الحافات الجبلية أو حافات الأسطح والبنايات فقط.... فالحافات أحياناً ما تكون تجارب ومراحل في الحياة.... قد تخطو عندها خطوة عمياء واحدة حتى ترانا نسقط في أعماق الهاوية...!...
ليس إرتفاع الحافة هو المهم هنا وإنما هول السقطة نفسها... نعم... صحيح أنني هنا في مجتمع أوروبي متحضر... لكنني خائفة... لا أشعر بالأمان هنا... أعتقد أنني لم أرَ شيئاً مهماً... فكل هذا الترف والتقدم الإجتماعي والحضاري لا يساوي لحظة يأس وخوف أمر بها ليلاً... أريد أن أرحل بعيداً عن هنا...