الأثر الذي تركه الفيلسوف الفرنسي من أصل جزائري جاك دريدا على المثقفين الراديكاليين في العالم العربي، ربما لا يضاهيه أثر أي مفكّر غربي آخر في النصف الثاني من القرن العشرين.غير أن إستجابة هؤلاء المثقفين للتفكيك لا تكاد تخرج، بوجه عام، من دائرة التبجيل والإنبهار والإفتان إلى...
الأثر الذي تركه الفيلسوف الفرنسي من أصل جزائري جاك دريدا على المثقفين الراديكاليين في العالم العربي، ربما لا يضاهيه أثر أي مفكّر غربي آخر في النصف الثاني من القرن العشرين.
غير أن إستجابة هؤلاء المثقفين للتفكيك لا تكاد تخرج، بوجه عام، من دائرة التبجيل والإنبهار والإفتان إلى إقامة حوار جدلي معه. إنه يندر أن تجد كتابات عربية حول "التفكيك" ناقدة وفاحصة ومتسائلة. والغريب أن الموقف في الغرب على غير ذلك. فحتى أنصار التفكيك هنالك يقفون منه موقفاً جدلياً نقدياً. فمثلاً تجد حتى بول دي مان وهارولد بلوم وهارتمان وكرستوفر نوريس ينتقدون قراءات دريدا التفكيكية. ومن هنا كان دافعنا إلى تقديم قراءة نقدية تفحص وتحلل وتسائل إرث جاك دريدا.
وحتى تكتمل الصورة بين يدي القارئ ليكون على بصيرة من الأمر، آثرنا أن نشفع هذه القراءة النقدية بنصوص شاحة وأخرى ناقدة فاحصة لكبار الكتاب والنقاد الغربيين البارزين، نقلناها عن الإنجليزية إلى العربية.
النصوص المختارة التي تقدم وتشرح التفكيك هي لكل من جاك دريدا وكريستوفر نوريس وبربارا جونسون وفينسينت ليتش. أما تلك الناقدة أو الفاحصة فهي لكل من جون سيرل وأبرامز وسوزان هاندلمان وسانفورد دروب.
وننصح القارئ الذي ليست له خلفية سابقة عن التفكيك بإرجاء قراءة المقدمة النقدية لحين الإطلاع على هذه النصوص المترجمة حتى تتشكل له أرضية يستطيع أن يتعاطى على أساسها مع المقدمة النقدية.