-
/ عربي / USD
بعد الصمت الطويل للشهود الأحياء الذين سبق أن امتنعوا عن الحزن والبكاء، كما امتنعوا قبل ذلك عن البوح، يأتي وقت الكلام الذي يفتح عمل الذاكرة على مراجعة ضرورية لتجربة الكتيبة الطلابية، وهي مراجعة لا تخشى النقد، ولا تتوقف فقط عند الجوانب المضيئة من دون طرح الأسئلة الصعبة، التي جعلت هذه التجربة تتوقف عملياً بعيد عملية أوسلو واعتراف القيادة الفلسطينية بدولة إسرائيل.
أردنا للحوار الطويل والمتشعّب مع معني الطاهر أن يفتح الباب للخوض في المسكوت عنه في تجربة السرية/الكتيبة المتمحورة أصلاً حول التفاعل السياسي الفلسطيني – اللبناني، وخصوصاً التساؤلات عن مسوّغات التحول من حاضنة اليسار القومي المشبع بالأيديولوجيا الماوية إلى إسلام سياسي مطعّم بنظرية التناقض الرئيسي، ودور البورجوازية الوطنية في عملية التحرر الوطني، وغياب مقاربات مقنعة لديناميات العلاقة بين الاجتماعي والوطني، والقطري والقومي، والوطني والإسلامي، فضلاً عن الالتباسات التي حملتها محاولة دفع "الثورة في قلب الثورة"، والمفارقة الكبرى القاتلة بين الذين رأوا أن الهدف الأساسي في مشروع الثورة العربية، وأولئك الذين التزموا "السقف الفلسطيني"، أي النهج الذي اختطته القيادة الفلسطينية للعودة إلى الداخل وبناء الدولة الفلسطينية إلى جانب إسرائيل.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد