يتخذ الخطاب القرآني عامة والسور المكية خاصة جملة من الأدوات الحجاجية التي تدفع بالمتلقي إلى التأثر والإقناع، وبالنتيجة التسليم والإذعان؛ لما يتضمّنه في الخطاب، ومن هنا جاءات فكرة البحث عن أسلوبية الخطاب الحجاجي في هذه السور، أصل هذا الكتاب أطروحة للدكتوراه كان عنوانها...
يتخذ الخطاب القرآني عامة والسور المكية خاصة جملة من الأدوات الحجاجية التي تدفع بالمتلقي إلى التأثر والإقناع، وبالنتيجة التسليم والإذعان؛ لما يتضمّنه في الخطاب، ومن هنا جاءات فكرة البحث عن أسلوبية الخطاب الحجاجي في هذه السور، أصل هذا الكتاب أطروحة للدكتوراه كان عنوانها المقترح من المشرف الأستاذ المساعد الدكتور طالب عويد نايف الشمري ينهض بتسمية الأطروحة بـ"الحجاج في السور المكية.. دراسة أسلوبية" إذ حاول الباحث فيها أن يطرح دراسة تضاف إلى الدراسات التي سبقته في الخطاب القرآني، وقد ارتأى الباحث أن يغير العنوان إلى "أسلوبية الحجاج التداولي والبلاغي، تنظير وتطبيق على السور المكية" ذلك لأن من حق الباحث أن يظهر للقارئ الأكاديمي وغير الأكاديمي ما ضمه الكتاب من دراسة بتوسعة العنوان لكي يضم المحتوى.
ولا شك في أن الدراسات المتقدمة على الصعيد اللساني كانت مدعاة للبحث وتفعيل نظرية الحجاج وإعادة بنائها والتبشير بها؛ لأنها أصبحت من آليات التواصل والتبليغ والإقناع، فضلاً عن قلّة الدراسات في هذا المجال، ولا سيما حداثة الدرس الحجاجي في العالم العربي ومحدودية تطبيقاته في الجامعات العربية؛ ذلك لأن الحجاج في الدراسات الحديثة يتمثل بما يسمى بـ"البلاغة الجديدة" التي تفيد من الحجاج والتداولية في الكشف عن أسلوبية الاستمالة والتأثير والإقناع.
ووصلاً بما سبق اقتضت طبيعة الخطة أن ينهض البحث بفصول ثلاثة تسبقها مقدمة وتمهيد يتناول فيه الباحث الحجاج لغة واصطلاحاً، ومن أدلى بدلوه فيه قديماً وحديثاً غربياً وعربياً، بعده تناول الفصل الأول الذي وسمته بـ"أسلوبية الخطاب الحجاجي" ثلاثة عنوانات خصص الأول منها لدراسة النص بوصفه خطاباً والتفريق بين النص والخطاب، ويأتي المبحث الثاني باحثاً عن ملامح الحجاجية التي تتوافر في الخطاب؛ لكي يكون خطاباً حجاجياً، ثم يفضي المبحث إلى مبحث يترشح منه تنويعات الخطاب الحجاجي كل نوع بحب وجهته التأثيرية، بعد ذلك يختم الفصل بالتواصل الحجاجي الذي ينماز به الخطاب القرآني بصورة عامة.