كيف يمكننا أن نقرأ نيتشه اليوم؟يخبئ هذا السؤال في طيّاته أسئلة أخرى متواترة، فينبّهنا إلى ضرورة الاشتغال على السؤال نفسه، إذ يمكن أن نحوّل صيغة السؤال، بنيته وكذلك موضوع التساؤل مرات عديدة. فلعله من الأجدر أن نسأل: كيف ينبغي علينا أن نقرأ نيتشه؟ هل أصبحت كثرة الشروح...
كيف يمكننا أن نقرأ نيتشه اليوم؟ يخبئ هذا السؤال في طيّاته أسئلة أخرى متواترة، فينبّهنا إلى ضرورة الاشتغال على السؤال نفسه، إذ يمكن أن نحوّل صيغة السؤال، بنيته وكذلك موضوع التساؤل مرات عديدة. فلعله من الأجدر أن نسأل: كيف ينبغي علينا أن نقرأ نيتشه؟ هل أصبحت كثرة الشروح النيتشوية عائقاً أمام إمكانية قيام قراءة من القراءات؟ يبدو السؤال عن قراءة نيتشه سؤالاً دائريّ الطرح، فلا يستجيب لشروط المسألة التقنية التي حددها الفارابي في كتاب الحروف. فما الذي يدعونا اليوم إلى قراءة نيتشه؟ وكيف يمكن له أن يصير مقروءاً، أي مفهوم؟ لقد كان نيتشه نفسه على حذر ممن سيقرؤه، لذلك كان يتساءل هو الآخر عن إمكانية قيام قراءة جديّة ومنصفة، فيقول: "لا أثق في القرّاء مطلقاً. فكيف سيمكنني أن أكتب لقرّاء ما؟.. لكني ألاحظ نفسي لنفسي". فمن أدرانا بأن نيتشه يريد لفلسفته أن تفهم؟ ألا يبدو نيتشه ممن يكتبون نصوصهم محمّلين بتوقّعات "عدم الفهم"؟