-
/ عربي / USD
لاجرم أن أصول البحث العلمي التي ينبغي مراعاتها في العلوم السياسية - وسائر العلوم الاجتماعية - تستدعي من المهتمين والمتخصصين والباحثين في الظواهر والقضايا والمشكلات السياسية إتباع جملة من الخطوات والأدوات والقواعد والمناهج المنظمة والمترابطة بغية الوصول إلى النتائج والأهداف المرجوة.
ولكن المشكلة الأساسية التي باتت اليوم تعترض سبيل الكثير من الباحثين الناشئين وفي مقدمتهم طلبة الدراسات العليا في دراساتهم، الذين من المفترض أن يتم التركيز على إعدادهم كباحثين قبل كل شيء ولا سيما أن السبيل الأساس لمنحهم درجة الماجستير أو الدكتوراه هو تقديمهم لرسالة أو أطروحة هي بمثابة دراسة علمية بحثية، تلك المشكلة هي عدم إتقانهم لأصول البحث العلمي ولا أدنى شك تعود جذور تلك المشلكة إلى وجود قصور بعملية إعدادهم وتدريبهم على كتابة البحوث والدراسات السياسية.
فعلى وفق ما هو مقرر في كليات العلوم السياسية يتلقى الطالب مادة البحث العلمي في المرحلة الرابعة وعلى مدى ساعة دراسية واحدة في الأسبوع وخلال فصل دراسي واحد، ومن ثم لا تتعدى الساعات المخصصة لهذه المادة (10-15)ساعة، وعليه فهي لا تستوفي القدر اللازم لمهمة تعليم الطلبة كيفية كتابة البحوث العلمية، ولا سيما إذا كانت أوكلت مهمة تدريس تلك المادة لغير المتخصصين ويكون هذا الدرس مجرد إكمال نصاب، والمحصلة فإن مخرجات تلك العملية تتجسد في مستويات المتدنية لبحوث التخرج التي يقدمها طلبة المرحلة الرابعة، والتي تفتقر لأبجديات البحث العلمي.
انطلاقاً من النظرة الشائعة عن تلك البحوث بأنها مجرد إسقاط فرض، وهي لا تدخل ضمن المعدل، والنجاح فيها مضمون من دون أي جهد، ومن ثم أمسى معظم الطلبة يعتمدون على مكاتب خاصة تزودهم ببحوث جاهزة، والأدهى والأمر تجري عملية مناقشة معظم تلك البحوث بصيغة روتينية ومع ذلك تحظى بتقديرات فلكية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد