تأتي أهمية هذا الكتاب من بعض الحقائق المتعلقة بدراسة الاقتصاد السياسي للعراق. أولاً، لا يوجد سوى عدد قليل من الدراسات عملية. وتتناول القضايا الهامة في الاقتصاد السياسي. وثانياً، ميل الدراسات الموجودة حول الاقتصاد العراقي إلى كونها إما تقنية للغاية، أو تركز على قطاعات...
تأتي أهمية هذا الكتاب من بعض الحقائق المتعلقة بدراسة الاقتصاد السياسي للعراق. أولاً، لا يوجد سوى عدد قليل من الدراسات عملية. وتتناول القضايا الهامة في الاقتصاد السياسي. وثانياً، ميل الدراسات الموجودة حول الاقتصاد العراقي إلى كونها إما تقنية للغاية، أو تركز على قطاعات محددة من الاقتصاد مما يقلل من فائدتها بسبب عدم تناول مسألة السياسات الاقتصادية ذات الأهمية البالغة يأتي الكتاب في مرحلة انتقالية كبيرة بالنسبة للعراق اقتصادياً، واجتماعياً، وسياسياً حيث تمر البلاد في مرحلة صراع من أجل إعادة بناء البلاد واقتصادها بعد عقود من العنف والحروب.
وفي هذا الصدد، فإنه من الممكن تصنيف الاقتصاد العراقي بأنه يمر بمرحلة التشكل من خلال عبور المرحلة المتقلبة. وهذا الكتاب يحدد إطاراً علمياً لدراسة الاقتصاد العراقي يمكن استخدامه لإجراء المزيد من الدراسات في المستقبل
واجه المؤلف تحدي دراسة الاقتصاد العراقي لعدم توفر البيانات والمصادر، وفي بعض الأحيان وجود وفرة من البيانات المتناقضة والمثيرة للجدل، واستفاد المؤلف من عمله كمستشار اقتصادي لقوات التحالف الدولي لمدة خمس وعشرون شهراً مما جعله على اطلاع واسع بحال العراق واقتصاده. وبناءاً عليه فإن تحليلاته للتحديات والإمكانات التي تواجه اقتصاد العراق جديرة بالثقة.
يبدأ المؤلف بنظرة عامة عن بعض مؤشرات الاقتصاد العراقي، ثم يغطي مجموعة متنوعة من الموضوعات الاقتصادية التي هي عصب الحياة في البلاد تغطية دقيقة وعلمية. والاضافة الجيدة والمهمة في هذا الكتاب هي تحليله الناجح للفساد، والبيئة المعادية لتنظيم الأعمال الخاصة في العراق وأثبت المؤلف أنه كان قادر على فهم نقاط حاسمة في الصراع من أجل إعادة بناء الاقتصاد العراقي كانت قد غابت عن إدراك حكومة الولايات المتحدة والحكومات العراقية المتعاقبة أو أهم لا يرغبون التعامل معها.
المؤلف متفائل نوعاً ما حول مستقبل العراق. ربما لأنه أحب العراق وأهله أو ربما لأنه رأى أن هناك بصيصاً من النور في نهاية النفق. تعلمنا دراسة تاريخ الاقتصاد العراقي بوضوح أن العراق يسير في دورات العنف، والتراجع الاقتصادي، والصراعات الاجتماعية، ولكنه دائماً يعود للإنبعاث من الحطام كطائر العنقاء بسبب حيوية أهله وعمق حضارته في التاريخ.