فإن التاريخ ميدان واسع لا يمكن الإلمام بكل مكوناته وأحداثه كما لا يمكن الإلمام بكل تفرعاته وجزئياته، ولذا فهو يعتمد في كتابته على جهود تراكمية للمؤرخين والباحثين على تنوّع فيما بين هذه الجهود وإختلاف في توجهاتها فمنهم من يتتبع المصادر ومنهم من يحقق المخطوطات ومنهم من...
فإن التاريخ ميدان واسع لا يمكن الإلمام بكل مكوناته وأحداثه كما لا يمكن الإلمام بكل تفرعاته وجزئياته، ولذا فهو يعتمد في كتابته على جهود تراكمية للمؤرخين والباحثين على تنوّع فيما بين هذه الجهود وإختلاف في توجهاتها فمنهم من يتتبع المصادر ومنهم من يحقق المخطوطات ومنهم من يعالج المسائل ومنهم من يحلل المواقف ومنهم من يدرس الأحداث ومنهم من يترجم للشخصيات ومنهم من يستنتج الظروف ومنهم من يربط بين الأمور ومنهم من يجمع بين كل هذه الأدوار ومنهم من يأخذ منها ويدع.
ولكن تظل الأفكار هي دليل العلم ووقود البحث ومادة التأليف فمجرد قدح الفكرة في الذهن يوري الدراسات لأن بعضها آخذ برقاب بعض فالفكرة الواحدة قد تنتج أكثر من موضوع ويمكن تناولها من أكثر من جانب إضافة إلى أنها قد تؤدي إلى ولادة فكرة أخرى.
والفكرة قد تتولّد عند الباحث الجادّ من معلومة صغيرة مهملة، أو وثيقة مجهولة لم يُطلع عليها، أو ملاحظة دقيقة لم يُتنبه لها، أو مسألة غائبة لم يناقشها دارس، أو التفاتة ذهنية لمعت بها القراءة المتواصلة، أو فتح ملهم بعد طول نظر وتأمل، أو إكتشاف جديد يزفّه التنقيب والتقليب.
وأما محتوى هذا الكتاب فهو مجموعة من المباحث والمقالات التاريخية المتعلقة بالتاريخ السعودي والمبثوثة في الصحافة في أوقات متفرقة على مدى سنوات.