بين قساوة الواقع وإستحالة الحلم يكتب أمين الزاوي عمله الروائي "قبل الحب بقليل"، فيفتح ثغرة في جدار معاناة شخوصه لفترة تمتد من نهايات السبعينات ومطلع الثمانينات عبر متتالية حكائية تُسائل أداء النخبة السياسية في بلاده آنذاك.ترصد الرواية قصة حب هابيل وسارة الشخصيتان...

بين قساوة الواقع وإستحالة الحلم يكتب أمين الزاوي عمله الروائي "قبل الحب بقليل"، فيفتح ثغرة في جدار معاناة شخوصه لفترة تمتد من نهايات السبعينات ومطلع الثمانينات عبر متتالية حكائية تُسائل أداء النخبة السياسية في بلاده آنذاك.
ترصد الرواية قصة حب هابيل وسارة الشخصيتان الرئيسيتان في العمل في مناخ عام للجزائر يشهد تغيراً على المستوى السياسي والثقافي الذي سوف ينعكس على أبطال الحكاية.

هابيل يجد نفسه بمحض الصدفة بائع كتب يقيم في مستودع عند البابا سليمان فيتحول تدريجياً إلى قارئ، فيستغرق في قراءة "الطاعون" لألبير كامو الذي اختار أمه، بينما يتكرر الحديث في الرواية عن "جرذان الأفكار الجديدة" التي تنهش "وهران" وتغير وجهها.

وفي الرواية تبدو علاقة الحب التي تجمع هابيل بسارة ضبابية تتخللها تفاصيل كل منهما على حدة أكثر من تفاصيلهما معاً، حيث تتزوج سارة بالجنرال "سي سفيان" وهو عسكري ومجاهد سابق يحمل الكثير من الأسرار عن بلاده.

هكذا يتداول أبطال الرواية أدوارهم وحكاياهم المحملة بالحب والهم السياسي والإنساني، فالروائي السارد لا يقف على حكاية واحدة، فهو يقترح دوامة حكايات بأصوات متعددة يستعيدوها بطل الرواية هابيل، بدءاً من فتاة القرية سارة، المتوجهة إلى وهران، إلى فتاة العم التي تستعيد حبيبها بعد فرار زوجها ليلة زفافها فيكون بديله، إلى ليلى التي تحب الفنان المهووس بهيتشكوك وتتزوجه وتنجب له أطفالاً، ولكنه يفرّ منها في سبيل فنه، وغيرها من حكايا المهاجرون الجزائريون، ليُعبرّ من خلالهم عن حالة تشظي وإغتراب في وطنٍ لا يعترف بوجودهم؛ فاختاروا الرحيل عنه...