"الرّايس" هي الرواية الثانية للكاتبة الجزائرية "هاجر قويدري" بعد روايتها الأولى "نورس باشا" الحائزة (جائزة الطبيب الصالح العالمية، 2012) وفيها تتخذ الكاتبة من تاريخ بلادها مسرحاً لأحداث الرواية من نهايات القرن الثامن عشر وإلى أزمة التسعينيات في سعي حثيث لمقاربة محطات مفصلية...
"الرّايس" هي الرواية الثانية للكاتبة الجزائرية "هاجر قويدري" بعد روايتها الأولى "نورس باشا" الحائزة (جائزة الطبيب الصالح العالمية، 2012) وفيها تتخذ الكاتبة من تاريخ بلادها مسرحاً لأحداث الرواية من نهايات القرن الثامن عشر وإلى أزمة التسعينيات في سعي حثيث لمقاربة محطات مفصلية في تاريخ الجزائر.
في الخطاب الروائي تتوزع الحكاية في "الرّايس" عبر نوافها سردية عدة تطل منها سبعة أصوات أو "أحاديث" كاملة، تحاول كل منها بدرجات متفاوتة إعادة تشكيل جزء من قصة الرايس حميدو، القائد البحري الجزائري الشهير نهاية القرن الثامن عشر، واللافت في الرواية هو تنوع المحدثين وجنسياتهم وعرقياتهم في محاولة لنقل صورة عن المجتمع الجزائري آنذاك، ما يجعل الرواية ذات نفس ملحمي تتقاطع فيها سيرة الشخوص مع سيرة البلاد التي يتم سردها عبر عدة رواة والربط بين أحداث متباعدة تشكل إضاءة على (جزائر عثمانية) وقد رسمت الكاتبة قويدري من خلالها تفاصيل حقبة معينة، فقدمت للقارئ العربي مادة معرفية تاريخية متنوعة اتخذت لها من الرواية وسيلة.
من أجواء الرواية نقرأ: ... عندما تكون في وسط البحر وتتمكن من القبض على لحظة الصمت الملثمة، يمكنك من تجعلها تحدثك بما شئت... سوف تتجرأ وتصير سحرة يركضون فوق البحر، أو جنديات يتمايلن بزعانفهن، لو أنك تقاطعت مع سكينة البحر وأنصت إليها مرة واحدة، سوف تفهم أن الوقت لا معن له، والحزن لا معنى لهن وكل شيء في هذه الدنيا يبدأ صاخباً وينتهي إلى السكينة، لذا لو حدث لي شيء في البحر، فلا تأخذوني إلى اليابسة، قل لهم يا عليلو أن يرموا بي إلى البحر، حتى أتناغم مع السكينة وأشفى من هذا العالم الصاخب".