-
/ عربي / USD
يظلّ السلام هدفاً أسمى ومطلباً نبيلاً، بيد أن سعينا وراءه لا ينبغي أن ينسينا صلابة الواقع وعناده. الأحلام جيدة واليوتوبيا مفيدة، بيد أن تجاهل الواقع قاتل مدمر. من هذا المنظور الواقعي حاولنا التعامل مع الحرب، فنحن نعتقد أن طريق السلام يمر عبر دراسة الحرب دراسة متعمقة ودقيقة. ليس لأن الحرب شرط السلام، أو لأنها طريقه الضروري أو حتى الصدفوي، بل لأنها واقع قاسٍ لاينفك يعود كل مرة ليهدد ما بناه السلام بجهد جهيد. واقعية حالمة، واقعية يوتوبية، واقعية أخلاقية؛ إحدى السبل التي نراها ملائمة للتعامل مع الحرب.
كما ان دراسة الحرب (من أجل السلام) هي إحدى المداخل المهمة لدراسة اقتصاد الخوف، الذي يشكّل إلى جانب دراسة اقتصاد الغضب (سلوتردايك)، لبنة أساسية لدراسة تأثير الانفعالات والعواطف على السلوك السياسي للجماعة، وكيفية استثمارها سياسياً وحضارياً من أجل تحقيق انزياح ما عن التوجهات الجذرية، وتوجيه الفعل السياسي نحو بناء عالم التوازن والوسطية، الذي يحترم بالقدر نفسه حقوق الإنسان وحقوق الثقافات، ويراعي الإنسانية واختلاف الحضارات، والتأسيس لخطاب يحتوي جل الخطابات دون أن ينفي أحدها، وينازع ادعاءات الشمولية والإطلاق والتفوق التي قد تعبر عنها، ويواجه ميولات السيطرة والعنف التي قد تصدر من لدن العديد منها.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد