الغرض المباشر من هذه السيرة البيبلوغرافية هو أن نقدم للمهتمين حياةَ ابن طمْلُوس الفكرية وأعماله وما كُتِب عنه، ولذلك فهي، أولاً، تلتزم التوثيقَ التاريخي الذي يقوم على جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات المتعلقة بابن طمْلُوس ومحيطه الفكري العام إعتماداً على كتب التراجم...
الغرض المباشر من هذه السيرة البيبلوغرافية هو أن نقدم للمهتمين حياةَ ابن طمْلُوس الفكرية وأعماله وما كُتِب عنه، ولذلك فهي، أولاً، تلتزم التوثيقَ التاريخي الذي يقوم على جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات المتعلقة بابن طمْلُوس ومحيطه الفكري العام إعتماداً على كتب التراجم والطبقات والفهارس. ولا تكتفي هذه الدراسة بالجمع والتصنيف، بل تسعى إلى تحليل تلك المعلومات وتركيبها من جديد، وإلى ذلك فهي، ثانياً، ذات طابع نقدي، لأنها تقفُ على ما تَقرَّر، إلى يومنا هذا، من أحكام وتراكم من نتائج بخصوص بعض الجوانب من أعماله، ومراجعةِ تلك الأحكام والنتائج مراجعةً نقديةً تتبيّنُ حدودَها ومآزقها بعد إبراز أهميتها وقيمتها.
ويدخل هذا العمل في باب الإنشغال بفترة تاريخية وبمنطقة جغرافية في غاية التعقيد والحساسية، يحتاجُ المرء لفهمها إلى توسيع دائرة الإهتمام لتشمل أعلاماً آخرين كانوا فاعلين في الحركية الفكرية والعلمية لتلك الفترة؛ هذا فضلاً عن البحث عن أعلام مغمورين، نكاد لا نعرف عنهم اليوم شيئاً، والتفتيشِ عن نصوص مفقودة إلى الآن، وتعقبِ مسارات نصوص أخرى من مكان إلى آخر عبر مدن الأندلس وشمال أفريقيا وغيرهما.
وعليه، فإن أقصى ما يمكن أن تطمح إليه هذه الدراسة هو الإسهام في ملء الفراغ الفكري الذي يستشعرُ المرء عظمه عندما يُواجه بالسؤال: وماذا بعد وفاة الفيلسوف ابن رشد (ت. 1198) في العالم الإسلامي العربي خلال العصور الوسطى؟... وما مصير أفكاره ونصوصه؟... ونحن ندعي أن ابن طُمُلُوس واحدٌ من هؤلاء الذين يمكن أن يمدونا بعناصر التفكير في المسألة.