يتطرق الروائي الأردني قاسم توفيق في روايته الأخيرة "نزف الطائر الصغير" إلى مجموعة من القضايا التي تشغل الإنسان في العصر الحالي: البحث عن الذات، التطرف، العدالة الاجتماعية، كما يتطرق إلى التحركات الاحتجاجية التي ظهرت في الأردن.يختار الكاتب تفكك الانهيار السوفييتي في 25...
يتطرق الروائي الأردني قاسم توفيق في روايته الأخيرة "نزف الطائر الصغير" إلى مجموعة من القضايا التي تشغل الإنسان في العصر الحالي: البحث عن الذات، التطرف، العدالة الاجتماعية، كما يتطرق إلى التحركات الاحتجاجية التي ظهرت في الأردن.
يختار الكاتب تفكك الانهيار السوفييتي في 25 كانون الأول من عام 1991 كمؤشر لبداية تاريخ جديد في العالم، فيجعل بطله "زياد" يولد في هذا اليوم تحديداً، لتصبح ذكرى ميلاده مرتبطة بهذا الحدث.
"في الوقت الذي كان يُشهر فيه انهيار جزء كبير من العالم كنت التجربة الثالثة. أنا هذا الكائن غير المرحب به من أحد، والذي لم يحرك صخبه، وضيقه من المكان الذي طالت إقامته فيه، ولا معاناة أمه، الرجلَ الذي كان يجلس بلا اكتراث مدّعياً الانشغال بعمل شيء ما. لم يُستفز أبي لشعوري بالملل، ولا لرغبتي في تجربة عالم جديد غير هذا الذي أقبع فيه منذ زمن".
تداعيات هذا الحدث الذي أفقدنا، بنظر الكاتب، القطب الثاني الذي كان يحفظ توازن الكرة الأرضية، سيلقي بظلاله على العالم كله، وحتى على "زياد" الذي سيفكر وهو في عمر الرابعة والعشرين عن معنى أن ينافسه هذا الحدث على تملّك تاريخ ميلاده.
يحاول البحث عن معنى لحياته ولوجوده ولذاته، فلا يجد إلا الفراغ، وكي يهرب من إحساسه باللا جدوى يسافر لقضاء عطلة في مدينة العقبة، لكن بعد سرقة سيارته في الطريق يلجأ إلى قرية صغيرة تدعى "دير الماء"، وهناك سيتعرف على عالم مختلف كلياً عن الذي يعيش فيه.
يقرر التخفي والبقاء في القرية، وتوديع حياته الماضية في محاولة منه لاكتشاف ذاته. "الأسئلة التي كانت تتوالى على رأسي لم تكن غير تفجير حالات من الوعي والتنبّه لما هو غائب عن تفكيري، أسئلة كثيرة كلها تدور حول أمر واحد، ماذا أفعل هنا؟ وما الذي أوصلني إلى هذه الحال؟ ها هي عمان قريبة، قاب قوسين، كلما اعتزمت المسير صوب الطريق العام، وانتظار حافلة تقلني إليها، كنت أشعر أن قدميّ ثقيلتان، ومغروستان مثل وتدين في الأرض، ولا رغبة عندي في الانعتاق. كيف مات في داخلي الشوق لكل عمري الماضي؟
وقد حصلت هذه الرواية على جائزة كتارا للرواية العربية للعام 2018