تحتوي هذه المجموعة على روايتين: الأولى هي "1942" والتي بدأ الكاتب الحديث عنها إنطلاقاً من دعوة أحد أصدقاءه له لتناول وجبة من الطعام وهو ما جعله يسترجع ذكرى المجاعة الهائلة التي حلت ببلدته يانجين في مقاطعة خنان عام 1942.فهذه الوجبة التي تعد فاخرة من وجهة نظره لم تنسه المأساة التي...

تحتوي هذه المجموعة على روايتين: الأولى هي "1942" والتي بدأ الكاتب الحديث عنها إنطلاقاً من دعوة أحد أصدقاءه له لتناول وجبة من الطعام وهو ما جعله يسترجع ذكرى المجاعة الهائلة التي حلت ببلدته يانجين في مقاطعة خنان عام 1942.
فهذه الوجبة التي تعد فاخرة من وجهة نظره لم تنسه المأساة التي عاشها أسلافه وأبناء بلدته منذ أكثر من خمسين عاماً وعصفت بأرواح أكثر من ثلاثة ملايين من البشر جوعاً بسبب كارثتي الجفاف والجراد.

تلك المأساة التي لم تأخذ حقها وسط الأحداث التاريخية الكبرى التي كانت تعصف بالصين والعالم في ذلك الوقت، فالعالم كان مشغولاً بأحداث أخرى كالحرب العالمية الثانية وإنخراط زعيم الصين حينها تشيانغ كاي شيك في حرب مقاومة الإستعمار الياباني والصراع بين حرب الكومينتانغ والحزب الشيوعي متجاهلاً تماماً هذه المأساة التي كان الناس يعانوها في هذه البقعة من الصين، حيث تفاقمت الأمور بحيث صار الناس يأكلون الحشائش وأوراق ولحاء الأشجار بل وصل الحال بهم إلى أكل جثث الموتى وبيع فلذات أكبادهم في سوق النخاسة للحصول على القليل من الطعام.

أما الرواية الثانية فهي "العمدة" وتدور أحداثها على مدار قرن كامل بداية من القرن العشرين وحتى نهاية الثمانينات منه بما طرأ فيه من تغيرات سياسية وإجتماعية وطبقية داخل المجتمع القروي في الصين.

تبدأ حداث هذه الرواية بإنتقال أسرة مكونة من أب وأم وولدين للإنتقال للعيش بجوار أحد أحواض الملح للعمل في إستخراج وبيع الملح في بداية القرن العشرين، ثم توالى توافد العائلات على هذا المكان بعد ذلك لتظهر في هذا المكان قرية صغيرة ثم أخذت الأحداث تتعقد وتتشابك داخل هذه القرية مما تطلب وجود كبير لهذه القرية "عمدة" لكي يتولى شئونها والفصل في النزاعات بين أهلها وجمع الضرائب وغير ذلك.

كان أول عمدة لهذه القرية الوليدة هو رب هذه الأسرة حيث أطلق عليه الكاتب اسم "الجد الأكبر".