يتناوب راويان على سرد هذه الرواية، الأول هو روائي يعجز عن إنهاء روايته التي يكتبها، بعدما أخفق في دفع بطلته إلى الإنتحار، والثاني شاب مثقف وقارئ نهم، مصاب بمرض الإكتئاب، يسرد أيامه في السجن الذي رمي فيه بعد إتهامه بجريمة قتل هو بريء منها، ضحيتها امرأة تعمل في إحدى الحانات...
يتناوب راويان على سرد هذه الرواية، الأول هو روائي يعجز عن إنهاء روايته التي يكتبها، بعدما أخفق في دفع بطلته إلى الإنتحار، والثاني شاب مثقف وقارئ نهم، مصاب بمرض الإكتئاب، يسرد أيامه في السجن الذي رمي فيه بعد إتهامه بجريمة قتل هو بريء منها، ضحيتها امرأة تعمل في إحدى الحانات الليلية.
في سجن التلّة يهيئ الشاب نفسه لإنتحار بطيء عبر الإنقطاع عن الطعام... لكنّ المفارقة هنا هي أنّ اوراقاً مبعثرة تحوي مذكرات كتبها الشاب المنتحر داخل السجن، تقع بين يدي الراوي الأول أي الروائي نفسه العاجز عن إنهاء روايته، وقبل أن يعيد كتابتها، ينطلق في البحث عن شخصية المنتحر صاحب المذكرات ويجد نفسه يحقق في جريمة قتل المرأة التي اتهم السجين بها.
وبين ما يسرده الروائي وما يرويه السجين تبرز شخصيات تعاني أزمة فقدان الهوية في مختلف تجلياتها: الشخصية والوطنية والطائفية والجسدية... في السجن يكتشف الراوي الآتي من عالم الفلسفة والروحانيات والذي قضى جزءاً من حياته يمشي بعدما قرر الإنقطاع عن الكلام في ما يشبه الخرس، عالماً غريباً يقطنه أناس غريبو الأطوار، مجانين، مجرمون، أصوليون ومثليون ولا سيما الشاب المتحول الضائع بين ذكورته وأنوثته، أما في تحقيق فيكتشف الروائي الحياة الليلية وما يكتنفها من أسرار وخفايا، وهو أصلاً يعيش حياته مضطربة لا تخلو من علاقات معقدة وأبرزها علاقة شائكة بامرأة فقدت ثدييها.
رواية تمزج بين ثيمات كثيرة وتقنيات سردية مختلفة لتُقدّم رؤية مختلفة للإنسان التائه في متاهات الحياة الهائلة.