إن الوقوف على فكرة الخلق عند المفكرين المسلمين وغير المسلمين، تتطلب الدخول إلى مصادر منها ما هو متداول بين المسلمين مثل القرآن الكريم والحديث الشريف، ومنها ما هو دون ذلك مثل التوراة والإنجيل وإخبار القرون الأولى مما تبقى منها ومما أشار الباحثون إليها، فضلاً عن التفسيرات...
إن الوقوف على فكرة الخلق عند المفكرين المسلمين وغير المسلمين، تتطلب الدخول إلى مصادر منها ما هو متداول بين المسلمين مثل القرآن الكريم والحديث الشريف، ومنها ما هو دون ذلك مثل التوراة والإنجيل وإخبار القرون الأولى مما تبقى منها ومما أشار الباحثون إليها، فضلاً عن التفسيرات التي على ما يبدو أنها هي الأخرى تأثرت بالفكر التوراتي، حيث تقرأ فيها مقتطفات وإشارات ومقتبسات من هذا الفكر الذي سبق نزوله القرآن الكريم بسنين وبقي إلى اليوم معاصراً للفكر الإسلامي القرآني، وهذه في جملتها كانت تبحث في أمور الخلق وساعاته وأيامه وأنواع الخلق وتفاصيله التي أشار إليها القرآن الكريم بقليل من التفصيل؛ ذلك أن الحديث النبوي الشريف شرح الكثير من هذا وذاك حتى باتت المسألة تتخذ لها طابعاً آخر، وهو الإشارة إلى تشابه القرآن الكريم بالتوراة، والإدعاء بأن القرآن الكريم أخذ كثيراً من نصوصه من التوراة، الأمر الذي دعا المؤلف إلى حصر هذه الأفكار والآراء والأساطير جميعاً ومقارنتها ومناقشتها ومن ثم الرد عليها. أما بالنقض والدحض أو بالإتفاق، على أن الأسرائيليات كما سنرى أثرت كثيراً في الفكر الإسلامي مع بقاء القرآن الكريم على إعجازه العظيم بأنه كلام الله تعالى المنزل على رسوله (صلى الله عليه وسلم) لتكون بعد ذلك خاتمة المطاف هي أن القرآن الكريم محفوظ من التحريف ولم يأخذ شيئاً من الكتب القديمة.