في روايتها " خراف البرج الزجاجي " تعتمد الكاتبة السعودية " نداء أبو علي " عنصر المفاجأة والترقب ، إذ تطالعنا من أولى صفحات الرواية بمبنى للتخطيط الإستراتيجي يعمل داخله موظفون منهمكون باجتماع عمل ، وإذ بحارس المبنى يبلغهم " كل الشوارع المحيطة بالمبنى مقفة ومطوقة بعدد مهول من...
في روايتها " خراف البرج الزجاجي " تعتمد الكاتبة السعودية " نداء أبو علي " عنصر المفاجأة والترقب ، إذ تطالعنا من أولى صفحات الرواية بمبنى للتخطيط الإستراتيجي يعمل داخله موظفون منهمكون باجتماع عمل ، وإذ بحارس المبنى يبلغهم " كل الشوارع المحيطة بالمبنى مقفة ومطوقة بعدد مهول من سيارات الشرطة . لا أحد يعلم ما الذي يحدث !! " ووسط الذعر والإرتياب يبرز رجل أمن مطموس الهوية سُمرت أنظار الجميع نحوه ، وهو يخبرهم باختصار ودون الخوض في تفاصيل سرية ، أنهم يشتبهون بأن المنزل المحاور يحوي خلية إرهابية خطيرة ، وهم بصدد مداهمتها ، وأن على جميع الموظفين الهبوط على الفور إلى الطابق الأرضي بحكم أنه الأكثر أماناً ، والمكوث هناك حتى يتم إخلاؤهم في الوقت المناسب .
تقول الرواية عن عملها هذا : " أن الشخصيات المحورية في العمل تضطر للإحتباس في مبنى واحد نتيجة ظروف قسرية والتعامل مع بعضهم البعض على الرغم من اختلاف الشخوص وطرق تعاملهم مع الضغط النفسي إلى الحد الذي قد يصل إلى التطرف سواء إيجابياً أم سلباً " .
من أجواء الرواية نقرأ :
" ... يصوب جميعهم أسلحتهم تجاهي فيشير إليهم قائدهم بعد التعرض لي . أخبرهم بصوت محتد بأنني قررت مداهمة المكان وقتلهم جميعاً وحدي .
يعطيني القائد قنبلة فأسارع بقذفها بحزمٍ ناحية الباب الرئيسي . أسمع صيحة ارتياع من الداخل . اقتحم المكان بعزم على تصفيتهم جميعاً . يقترب أول متوحش مني فأطلق النار عليه لأرديه قتيلاً . أجد في صالة المعيشة أربعة رجال منهمكين في تصنيع ما يبدو كمتفجرات فاقتلهم الواحد تلو الآخر ( ... ) أصبحت أنا المرأة الخارقة التي تمكنت من القضاء على كل الأخطار المتربصة بنا ( ... ) " .