بجوار أبيها كانت عمتها "حميدة" تلقم جدتها شيئاً بملعقة صغيرة وكأنها تطعم طفلاً دون السنتين أرادت أن تبتسم وهي ترى لسان جدتها يخرج، بين الحين والحين، من فمها يلعق ما بشفتيها ويعود بسرعة كفارة تسترق الطعام.وتهرول عائدة إلى جحرها خشية أن يمسك بها أحد، ولكنها حين همت بالتبسّم...
بجوار أبيها كانت عمتها "حميدة" تلقم جدتها شيئاً بملعقة صغيرة وكأنها تطعم طفلاً دون السنتين أرادت أن تبتسم وهي ترى لسان جدتها يخرج، بين الحين والحين، من فمها يلعق ما بشفتيها ويعود بسرعة كفارة تسترق الطعام.
وتهرول عائدة إلى جحرها خشية أن يمسك بها أحد، ولكنها حين همت بالتبسّم أفزعها وجه الجدة كيف تحل وتعظّم حتى تغيرت ملامحها، غارت عيناها المغمضتان منذ أسبوع، واختفت وجنتاها كأنهما نزعتا بمشرط جراحة حتى عضلات الفكين ذابت كحبة ثلج في يوم قائظ، أما الخدان فاختفيا كأي يوم سعيد ولكن الذي أفزعها أكثر كان وجه أبيها الجامد كوجه دمية عرض.