اليوم، ونحن نرى سعودية جديدة تنهض من سباتها الحضاري وتعيد بث روحها من جديد، نجد أن النظر للعلاقة بينها وبين أقوى دولة في العالم، الولايات المتحدة الأمريكية، أصبح أمراً ذا أهمية كبرى، وهذا هو مفصل الكتاب الثالث: فالعلاقة بين الدولتين شابتها الكثير من الإشكالات بسبب التشدد...
اليوم، ونحن نرى سعودية جديدة تنهض من سباتها الحضاري وتعيد بث روحها من جديد، نجد أن النظر للعلاقة بينها وبين أقوى دولة في العالم، الولايات المتحدة الأمريكية، أصبح أمراً ذا أهمية كبرى، وهذا هو مفصل الكتاب الثالث: فالعلاقة بين الدولتين شابتها الكثير من الإشكالات بسبب التشدد الذي نخر في الجانبين، وضعف التعامل مع الحقائق السياسية والإستراتيجية، وهو ما دفعني لوضع قراءتي لواقع العلاقة بين الدولتين في محاولة لرسم طبيعة تلك العلاقة في ماضيها القريب وما يجب أن تكون عليه في حاضرنا وقادم الأيام، وقد كانت لفترة السنة والنصف الماضية التي قضيتها في أروقة واشنطن متجولاً بين مراكز بحوثها وملتقياً شخصياتها السياسية والإعلامية والإجتماعية، دور في تبلور صورة أكثر فهماً لماهية العلاقة التي يرغب بها الجانب الأمريكي منا، وهو الجانب الذي فتح لي المجال للربط بين ما أعرفه عن بلادي وطبيعتها السياسية والإجتماعية والفكرية وبين المجتمع الأمريكي الذي يعمل على قيادة العالم، تماماً كما نحن اليوم نعمل على تثبيت الواقع الجديد للمملكة بإعتبارها الضامن الأمثل لإستقرار منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، وربما شرطيّها الجديد.