مع بداية مرحلة الإصلاح والإنفتاح في الصين قبل أربعين عاماً، كانت مكافحة الفساد والوقاية منه، هي المحنة المريرة التي لا محيد للحزب الشيوعي الصيني عن مواجهتها. وقد كان الفساد متضائلاً خلال الثلاثين عاماً المنصرمة من الصين الجديدة، إلا أن ثمة تغيرات هائلة طرأت على هذا الوضع...
مع بداية مرحلة الإصلاح والإنفتاح في الصين قبل أربعين عاماً، كانت مكافحة الفساد والوقاية منه، هي المحنة المريرة التي لا محيد للحزب الشيوعي الصيني عن مواجهتها. وقد كان الفساد متضائلاً خلال الثلاثين عاماً المنصرمة من الصين الجديدة، إلا أن ثمة تغيرات هائلة طرأت على هذا الوضع مع تحديث الصين وقفزتها الاقتصادية في السنوات الأخيرة، الأمر الذي دفع الحزب الحاكم والحكومة إلى اتخاذ الآليات والأساليب الناجعة لمواجهة خطر الفساد الذي يهدد مسارات التنمية الاقتصادية التي بدأتها الصين منذ الإصلاح والإنفتاح وحتى يومنا هذا؛ ذلك على الرغم من أن السيطرة على انتشاره ما زالت تواجه تحديات كبرى. وعاماً بعد عام، مثلت مكافحة الفساد في الصين تحدياً كبيراً أمام القادة، واحداً تلو الآخر، إلا أنهم واجهوا ذلك التحدي بشعور قوي بثقل الأزمة، وشعور عالٍ بحجم المسؤولية. وهذا الكتاب يعمد إلى إبراز مظاهر وآليات مكافحة الصين للفساد في العصر الحديث، حيث يتألف من خمسة أجزاء رئيسية يعرض من خلالها تحليلاً شاملاً للخصائص الطبيعة التاريخية والعالمية للفساد ومكافحته. كما يقدم تعريفاً موجزاً للفساد وآليات مكافحته في الصين ولا سيما العزيمة القوية لدى كبار القادة فيما بمواجهة ذلك الخطر، وما للحزب الحاكم من قدرة كبيرة على تعبئة الجماهيرن وتطبيق مجموعة من الأنظمة الفاعلة في القيادة الجماعية وصناعة القرار. كما يستعرض الكتاب بشكل مفصل، آليات مكافحة الفساد في الصين والتي يستند فيها إلى بناء أساليب ومنهجيات العمل، ومواجهة الفساد والوقاية منه، كما أنه يكشف الستار عن سبل مكافحة الفساد بما يجسد مشهداً متكاملاً عن مكافحة الفساد في الصين الحديثة. إن هذا الكتاب يمثل مساراً عملياً لطرق وآليات مكافحة الفساد في الصين الجديدة، بما يتضمنه من سياسات اتخذتها الحكومة لمواكبة تطورها على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، الأمر الذي يمثل نقطة ملهمة يستفاد منها في بلدان أخرى.