إن الإصدار الذي بين أيدينا والذي يحمل عنواناً طموحاً، يحدثنا عن مسيرة دول الخليج العربية إنطلاقاً من منتصف القرن الثامن عشر عندما كانت مجرد مشيخات وإمارات متخلفة فقيرة إقتصادياً وثقافياً وحضارياً، لكنها أصبحت مع ظهور النفط والغاز بكميات تجارية هائلة وعوائد مالية ضخمة...
إن الإصدار الذي بين أيدينا والذي يحمل عنواناً طموحاً، يحدثنا عن مسيرة دول الخليج العربية إنطلاقاً من منتصف القرن الثامن عشر عندما كانت مجرد مشيخات وإمارات متخلفة فقيرة إقتصادياً وثقافياً وحضارياً، لكنها أصبحت مع ظهور النفط والغاز بكميات تجارية هائلة وعوائد مالية ضخمة كتلة إقليمية تتمتع بمكانة إقتصادية عالمية، مسحت عن جسدها غبار التخلف والفقر، وباتت في عداد الشعوب التي تحتل مراكز متقدمة في سلم التعليم ونشر الثقافة والمعرفة بين أبنائها، وسعيها الدؤوب إلى إقامة بنية حضارية تماثل غيرها في الدول المتقدمة وبخاصة في مجالات الإعمار وإستحداث المدن والعواصم الراقية وفي مجالات التعليم والصحة وتوفير فرص العمل والسكن المريح وضمان مستقبل المتقاعدين وغيرهم من المرضى والمعاقين. إن فرص الحياة المرفهة التي أتيحت للشعوب الخليجية وهي تتجه نحو متابع التقدم والرقي ستمكنها من الإنتقال من النظام التعاوني الذي تعيش في ظله في الوقت الرهان إلى نظام وحدوي قادم قد تتمثل في إتحاد كونفدرالي على الرغم من الزلزال الذي حل بدول التعاون وصعف الهدف الخليجي.
وعليه، فإن هذا الإصدار الذي يحمل عنوان (الكونفدرالية، هدف خليجي يتعرض زلزال أميركي) جاء يحمل آملاً للشعوب الخليجية يؤكد أن هدفهم نحو الوحدة أو الإتحاد قادم لا ريب فيه طالما هم سائرون في طريق الحداثة والتحديث، يحملون في فكرهم ووجدانهم مشاعر وطنية تؤكد لهم أنّ وحدتهم أو إتحادهم سيكفل لهم مكانة عالمية وكلمة مقبولة قد يقودون غيرهم من خلالها في طريق السلام والأمن العالميين، بعد أن كانوا أدوات ومجرد أرقام في حسابات المستعمر القديم والجديد.