كنت أعتقد دائماً، وأنا طفل صغير، بأن والدي لالة رقية بنت الخلوي وداود رشدي اللذين وجدت في أحضانهما سيظلان معي إلى الأبد، وأنني سأجدهما إلى جانبي متى ارتحلت وحيث حللت، ومتى بكيت ومتى ضحكت، سعدت أو حزنت، وأنهما سيظلان تحت تصرفي متى احتجت إليهما...التفت من حولي وأنا أكبر وأهوال...
كنت أعتقد دائماً، وأنا طفل صغير، بأن والدي لالة رقية بنت الخلوي وداود رشدي اللذين وجدت في أحضانهما سيظلان معي إلى الأبد، وأنني سأجدهما إلى جانبي متى ارتحلت وحيث حللت، ومتى بكيت ومتى ضحكت، سعدت أو حزنت، وأنهما سيظلان تحت تصرفي متى احتجت إليهما...
التفت من حولي وأنا أكبر وأهوال الحياة تكبر قليلاً قليلاً لأجد أناساً آخرين كثيرين... غرباء، يشاركونني الطريق يركبون العربة واحداً بعد الآخر، وقد يركبون مثنى وجماعات، يلتحقون بالمسيرة ويمشون إلى جانبي، وبعضهم يشترك معي في أيامي وفي حكايتي، بل إنهم يحيكون بعض تفاصيل فصول حياتي هذه التي أرويها لكم، فهي جزء من حياتهم أيضاً.
الرجل حكاية شوكية ومشوكة... كل رجل هو قبل كل شيء عبارة عن حكاية ملفوفة في ورق الأيام، يوزن الرجل بمدى تأثير الحكاية التي هي مرآته على المرأة التي تتربع على قلبه، والرجل دون حكاية ساخنة كالجمرة ليس جديراً بالحب.
المرأة تعشق الرجل لحكايته أولاً، لا لطوله ولا للون عينيه ولا لماله، ولكل رجل حكاية يعض عليها بأسنانه القوية، حكاية هي السر، والحكايات كالرجال بعضها باردة المفاصل كيوم شتوي قطبي شمالي، وبعضها حارة كما هي سخونة رمال صحراء الربع الخالي.
يُعرَفُ الإنسان من حكايته لا من بصمات أصابعه... وهذه بصماتي!!...