"متاهة العدم العظيم" هي خاتمة المتاهات بل ومتاهة المتاهات، ففيها تُساق الشخصيات الروائية من أوادم وحواءات، والذين تجاوزا 250 شخصية في المتاهات السابقة، إلى أقدارها الروائية، وندخل في متاهة ولغز كاتب المتاهات، حيث يتضح لنا وجود أكثر من كاتب للمتاهات، ونختتم المتاهة التاسعة...
"متاهة العدم العظيم" هي خاتمة المتاهات بل ومتاهة المتاهات، ففيها تُساق الشخصيات الروائية من أوادم وحواءات، والذين تجاوزا 250 شخصية في المتاهات السابقة، إلى أقدارها الروائية، وندخل في متاهة ولغز كاتب المتاهات، حيث يتضح لنا وجود أكثر من كاتب للمتاهات، ونختتم المتاهة التاسعة دون أن نعرف من هو كاتب المتاهات الحقيقي.
و"العدم العظيم" مفهوم كوني فيزياوي وفلسفي، لكنه هناك يعاد تفسيره وفهمه بطريقة جديدة، فهو ليس كما يفهم بإبتذال بأنه يعني اللاشيء، أو عدم الوجود، وأنما هنا إلغاء لثانية الوجود والعدم، فالوجود هو إمتداد وتجل للعدم الذي تجلى من خلال الوجود، ففي هذه المتاهة المليئة بالغموض والغرابة وتداخل المرئي واللامرئي مع نفحات صوفية وروحانية مادية نذهب بعيداً في تناغم مع لغز الكون لنتوغل في متاهة العدم.
"المتاهات" مشروع روائي يتماهى مع "جحيم" دانتي أليغيري، وإذا ما انتهت الطبقة التاسعة من "الجحيم" إلى حيث الشيطان، فإن المتاهات هنا تصعد في تناص معكوس لتصل إلى العدم العظيم الذي هو في الأديان الله البارئ القدير.
ومن أجواء الرواية: -إذن، أنت مثلي لا تقر بثنائية الوجود والعدم، فكما يقول ابن عربي هو الظاهر لنفسه، والباطن عن نفسه، أي الظاهر من خلال الوجود، والباطن عن نفسه كعدم عظيم، ليس في الوجود من يراه غيره، أي إن الوجود أحد تجلياته، فالوجود تجل للعدم وأحد أبعاده، وليس منفصلاً عنه، الوجود والعدم واحد، الوجود ظاهر العدم، والعدم باطن الوجود، ونحن نرى بضعة من الوجود ولا نرى العدم...!.
-نعم... ليس في الوجود من يراه غيره... وأخذ الفتى آدم يقلب حزمة الأوراق البالية التي عُثر عليها في خرائب مجهولة ولم يُعرف عنها شيئاً، والتي كتب عليها عنوان واحد دون ذكر لإسم كاتبها، عنوان غامض: المتاهات.
وفي تلك اللحظة تذكر مطلع الجحيم لدانتي أليغيري: "في منتصف طريق حياتنا، وجدتُ نفسي في غابة مظلمة، إذ ظللت سواء السبيل، وكمَن خرج لاهث الأنفاس من البحر إلى الشاطئ، فيلتفت إلى المياه الرهيبة، ويتأمل، هكذا التفتت روحي إلى الوراء، وكانت لا تزال لائذة بالفرار".
ألقى الفتى آدم نظرة إلى حزمة الأوراق البالية شبه المتهرئة التي أمامه، أخذ الصفحة الاولى وقرأ؛ المتاهات.
وضع الورقة الاولى جانيا، قرأ الفهرس: متاهة آدم، متاهة حواء، متاهة قابيل، متاهة الأشباح، متاهة إبليس، متاهة الأرواح المنسية، متاهة العميان، متاهة الأنبياء، ومتاهة العدم العظيم.
وضع ورقة الفهرس جانباً أيضاً، ثم مضى يقلب الصفحات، فقرأ: المتاهة الأولى، ووجد نفسه يتوغل في "متاهة آدم".
البداية الجديدة