لم تكن أصداء الترجمة الإنجليزية لــ "تباً للرواية" أقل إحتقاناً بالمواقف المتباينة مما حظي به الأصل العربي، وإذ يبدو لي الهدوء المشوب بالحذر هو سيد المواقف حتى الآن إلى جانب بعض الإنفتاح والتقبّل الجزيئين، فإن كثيراً من القراء والنقّاد لا يستنكف أن يعبّر عن رأيه المعارض...
لم تكن أصداء الترجمة الإنجليزية لــ "تباً للرواية" أقل إحتقاناً بالمواقف المتباينة مما حظي به الأصل العربي، وإذ يبدو لي الهدوء المشوب بالحذر هو سيد المواقف حتى الآن إلى جانب بعض الإنفتاح والتقبّل الجزيئين، فإن كثيراً من القراء والنقّاد لا يستنكف أن يعبّر عن رأيه المعارض تماماً للفكرة، وإن يكن أغلب أولئك يفصح عن رأيه مشافهة سواءٌ في الندوات واللقاءات المعدّة تخصيصاً لمناقشة الكتاب أو مباشرة في وجهي خلال إحدى جولاتي الترويجية في صحيفة أو قناة تلفزيونية أو مؤسسة أكاديمية أو غيرها من الجهات التي يمكن ان يعنيها أمر الكتاب من قريب أو بعيد.
العناوين اللافتة أجدر بكتاب يدلف إلى قرائه من باب المناوشة الموضوعية، ولا بأس ببعض المبالغة، فبالحوف من المبالغة المنضبطة نقع في فخاخ الإستسلام للأمر الواقع في الأدب وفي الحياة.
عنوان الكتاب مستوحى، بتعديل طفيف في الأصل العربي تطلّبه السياقُ اللغوي، من ناقد أمريكي قام بمراجعة قيّمة لــ"تباً للرواية" وتقدّم بالإقتراح كعنوان بديل رآه ممكناً بحسب طبيعة مواضيع الكتاب.
لست متأكداً من أنّ عرض الناقد لذلك الإقتراح كان على سبيل التهكّم أم بصورة جادة، لكنني على كل حال سعدتُ بذلك الإقتراح وامتننت له إلى درجة أنْ تلقّفتُه واستبدلته بالعنوان الأصل الذي كان أكثر تفاؤلاً وجلْباً للسكينة، فقد راقني على ما يبدو إستكمال مغامرات "تباً للرواية" بمناوشة أشدّ سخونة إبتداءً من العنوان، معوّلاً على قارئ غير مطمئن إلى القناعات الأدبية التي تخشى المواجهة، ومطمئن في الوقت نفسه إلى أن إختلاف الرأي الأدبي يجب أن لا يفسد للود قضية.