-
/ عربي / USD
قلت وأنا أنظر إلى صورة مولاي قزمان أبو نسوان: يا رب، إذا ما قُدر وأن خنتك فلتكن خاتمتي مثل خاتمة أبي بكر بن عمار كاتب المعتمد، نهاية دموية قطّع فيها المعتمد بن عباد جسد كاتبه بالفاس إرباً إرباً لخيانته.
لا يمكن أن يقوم بمثل هذا القتل الهمجي الوحشي في شاعر ونديم إلا عاشق متيم، ببرودة أعصاب، ويدمع خفي، طلب المعتمد بن عباد من مساعديه أن يضعوا جسد الباشْ كاتبْ المُقَطَّع في كفن من حرير أصلي جُلب من أرخبيل اليابان، ويُغَسَّل ويغَمَس في أجود العطور، ويدفن على الطريقة الإسلامية المالكية الحنفية ويوارى التراب بالقرى من غرفة نوم الخليفة حتى لا ينساه.
وإذا كان يا رب هذا مصيري فلا أتمنى لولي نعمتي ومصدر جاهي ووجاهتي قزمان أبو نسوان أن يكون مصيره كمصير المعتمد بن عباد، الذي دارت رحى الأيام عليه فمن قصور أشبيلية حيث الحرير والدمقس والبساتين ودنان الخمر والنساء والغناء والموسيقى والشعر، من هذه الجنة إلى المنفى، ليتحول إلى عابر سبيل من طنجة إلى مكناسة ليستقر به قدره في سجن بقرية أمغات بالقرب من مراكش، على الجهة الأخرى من البحر.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد