-
/ عربي / USD
من الأفكار الرائجة اليوم في علم النفس هو أننا بقدر ما يكون النشاط الذي نقوم به طبيعياً، وعادياً، ومألوفاً، بقدر ذلك نتأخر عن الشعور بما تتطلبه ممارسته، وبالمسلمات النظرية التي يتضمنها، وبمناهج ومفروضات العمل اللازمة لمعرفة الموضوعية والعلمية.
وفي هذا المجال، ليس ثمة نشاط نألفه أكثر من النشاط الإجتماعي، مهما استطاع هذا التأكيد أن يبدو متناقضاً لأول وهلة، ففي كل لحظة نمارس النشاط الإجتماعي - علمياً - دون ان نشعر؛ إننا نعيش طبيعياً في الجو الإجتماعي كما نعيش طبيعياً في الجو المادي، دون أن ننتبه لوجود الأول أكثر مما ننتبه لوجود الآخر، إننا، كل يوم، نتسم مهمتنا الإجتماعية، ونخضع، جموعياً، لمقتضيات الأخلاق، والعادة، والمصطلح، ونستعمل مثل هذه المفاهيم: الحق، والمسؤولية، والقرابة، والمِلْكية، نبيع، ونشتري، ونتعاقد، وبالإختصار، إننا نسلك ونعمل بصفتنا كائنات إجتماعية دون أن نفّكر في ذلك، حتى أن نشاطنا الإجتماعي.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد