كل متكلم للغة طبيعية قد قرّ قراره على مخزون ذاكري غير واع يجلي معرفته لتلك اللغة وملكته فيها. وهذا المخزون عبارة عن معجم ذهني يمثل الثروة المفرداتية المخزنة، وجهاز قواعد نشيط يرسم أسس تأليف هذه الأبجدية. وكل متعلم للغة يتزود، عادة، بأدوات لغوية صناعية ضمنها قاموس يعينه على...
كل متكلم للغة طبيعية قد قرّ قراره على مخزون ذاكري غير واع يجلي معرفته لتلك اللغة وملكته فيها. وهذا المخزون عبارة عن معجم ذهني يمثل الثروة المفرداتية المخزنة، وجهاز قواعد نشيط يرسم أسس تأليف هذه الأبجدية. وكل متعلم للغة يتزود، عادة، بأدوات لغوية صناعية ضمنها قاموس يعينه على تمثيل معاني المفردات وصيغها وأصواتها، وكذلك كتاب قواعد نحوية وصرفية تعيد إلى ذهنه طرق تأليف الوحدات المعجمية. ودور اللساني أن يبحث في خصائص اللغات وطرق اكتساب الطفل لها، حتى يصفها ويفسر سمات التماثل بينها، والتباين عن بعضها البعض، محدداً بذلك ما يندرج ضمن الكليات اللغوية التي تكون "العضو الذهني" البشري الذي يتيح اللغو، وما يندرج ضمن البرامترات التي قد تختلف اللغات في تثبيت قيمها. ودور اللساني كذلك أن يوفر الأدوات التي تساعد مستعمل اللغة على الانتقال من معرفة غير واعية للغة إلى معرفة واعية ويعمل على تجديدها حتى تظل كافية وصفياً وفنياً ومنهجياً.