-
/ عربي / USD
بقيت الفلسفة لغة خاصّة في كلّ لغة، وبقي عدد المؤلفين فيها والمترجمين والقراء قليلاً جداً، بالنسبة إلى أعداد غيرهم من المشتغلين والمهتمّين بسائر العلوم والفنون والآداب.
وجاء كارل ماركس فأنزل الفلسفة من أبراجها، وأخرجها من مناسكها، وجسّدها مادّة أقبلت عليها عامّة الناس قبل خاصّتهم، فإذا بها تزاحم العلوم الإختباريّة في التطبيق، وإذا بها تدفع الكتل البشريّة إلى صيرورة جديدة في كلّ مكان من الأرض.
وبعد، في هذا الكتاب الصغير، بالنسبة إلى ضخامة الموضوع، عَرضٌ استقطب فيه المؤلّفان: "البيان الشيوعي" ومَن عُنوا بتطبيقه أو تعديله، والدوليّة الأولى ومن بنوا على أساسها، و"الرأسمال" ومَن عالجوا فلسفته جزءاً أو كلاّ.
فجاء العرض ضوءاً كاشفاً، يتبيّن القارئ، على هديه، أحداثَ أكثر من ثلاثة أرباع القرن، وكأنّه في محكمة تاريخ، شعارها العدالة، والمترافعون فيها يتناوبون على الكلام، في هدوء لم يعرفوا له وجهاً في حياتهم، وفي تقارع حججٍ غاب عنها عنف الثورات وريح الدم.
فتعرّف الحقيقة، بقدر ما تستطاع معرفتها في هذه الصفحات، وكن في قلب الحياة لا على هامشها.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد