لقد فتح هذا الكتاب أمام الفكر الغربي باباً واسعاً جديداً للثقافة الشرقية وكشف له كنوزاً غنية بالإنتاج الديني الفلسفي والتصوف الأصيل.وقد بذل الأستاذ المؤلف البروفسور "هنري كوربان"، في هذا العمل الكبير جهداً متواصلاً يدهش القارئ ويلزمه بالتقدير والإعجاب، لأنه تجاوز فيه...
لقد فتح هذا الكتاب أمام الفكر الغربي باباً واسعاً جديداً للثقافة الشرقية وكشف له كنوزاً غنية بالإنتاج الديني الفلسفي والتصوف الأصيل.
وقد بذل الأستاذ المؤلف البروفسور "هنري كوربان"، في هذا العمل الكبير جهداً متواصلاً يدهش القارئ ويلزمه بالتقدير والإعجاب، لأنه تجاوز فيه طاقة الفرد والأفراد، ذلك أن الأبحاث التي يتحدث عنها المؤلف كانت في الكثير منها مودعة في صدور العلماء الراسخين في العلم وفي أوراق الكتب المخطوطة، وقد تفرق العلماء وانتشروا في أقطار الشرق الإسلامي، وتبعثرت الكتب في خزائن المكتبات الخاصة والعامة في مختلف بلاد العالم.
والمؤلف مع ذلك يحاول بصبر وجلد متناهيين سبر أغوار هذه الأبحاث وإكتشاف جواهرها وترجمتها وتنسيقها وإخراجها، وهذا عمل يتجاوز جهود كثير من الباحثين، وخدمة يقدمها المؤلف للثقافة العالمية تعلو الكثير من خدمات المؤسسين.
أما القارئ العربي فسوف يجد في ترجمة هذا السفر الجليل متعة فكرية وإعتزازاً بما أنتجته بلاده وبما أنتجه الشرق كله، وندماً لجهله (أو تجاهله) لتراثه الثقافي والحضاري العظيم حتى أصبح كالمرأة تعكس الفكر الغربي وإنتاجه ناسياً أنه إمتداد لمؤسسي أكثر إنتاج حضاري وثقافي في التاريخ.