كان التقمص بنظر الكثيرون أسطورة من الأساطير وأصبح حقيقة من الحقائق. كان حكاية تحكى للتسلية وبات الآن علماً يُشبعه العلماء بحثاً وتمحيصاً بغية الوصول إلى أعمق أسراره. كان الاعتقاد بالتقمص مقتصراً على فئة محدودة من الناس آمنت به عن طريق الدين وهو الآن موضوع الساعة يسعى إلى معرفته الناس عن طريق العقل والمنطق والتحليلي العلمي.
وهذا الكتاب يتضمن سرداً لموضوع التقمص والروح، والنظريات المتصلة بهذا الموضوع منذ أقدم حقب التاريخ وهو سرد علمي موضوعي تناول فيه المؤلف موضوع التقمص في كل زمن وفي كافة البلدان وعند مختلف القبائل والشعوب والمذاهب والأديان دون أن يبدي ترجيحاً لأري أو تحبيذاً لنظرية شأنه في ذلك شأن المؤرخ الذي يدون الأحداث بتجرد وأمانة مشيراً إلى التطور الذي طرأ على هذا الموضوع عن طريق الجامعات والمعاهد والجمعيات والمؤسسات.
والمؤلف إذ يقدم لنا هذا العرض الجدي الرصين إنما يقدمه بعقلية القاضي النزيه المجرد من الأهواء والميول. ولا عجب أن ينحو الرئيس أمين طليع هذا النحو وهو الذي خدم بلاده في سلك القضاء ثلاثين سنة كان فيها مثالاً للنزاهة والعدل.