-
/ عربي / USD
لم تبق دلالة "القيمة" وقفاً على الجانب الأخلاقي من النشاط القيمي الخصب الوسيع. فقد ألِف الناس الإشارة إلى القيمة، أكثر ما ألِفوا، حينما يتناول حديثهم الكلام على الأفضل، والأحسن، والأجمل، والأكمل من شؤون الحياة كافة، بل ومن مناحي اتجاههم وتصرفهم العملي يومياً وإنسانياً. ذلك أن "القيمة" ما فتئت شديد الالتصاق بما يجب على المرء وعلى الجماعة، وعلى الأمّة، أو الأمم، النهوض به من فِعال حميدة تهدف، آخر المطاف، إلى إنماء الحضارة، وشدّ أزر المدنية بالمزيد من إنجاز أهدافها المثلى، وغاياتها النبيلة السامية.
الواقع القيمي واقع حضاري لازم. والتفكير الفاهم لهذا الواقع، هو موضوع فلسفة القيم. والقيمة في الفكر المعاصر، بوجه أولي من أوجه التعريف، هي كل ما له شأو في التصور، وفي الفعل، لدى أفراد وجماعات. وقد ذهب الفيلسوف لوي لافيل إلى أن كلمة القيمة "تُحدث في أناسي عصرنا سحراً يشبه سحر كلمة وجود التي لا تكاد تنفصل عنها". إنها وجود بمعنى جديد، ينجب طرازاً جديداً من التفكير الفلسفي يعرف بعبارة علم القيم، أو فلسفة القيم، أو نظرية القيم أكسيولوجيا.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد