-
/ عربي / USD
... فالإنسان المتوحِّش فنَّان، والإنسان المُتحضِّر فنَّان، وكلاهُما عبد الجمال، ومارس عبادته فنّاً: نقش الصخر، رمى عليه من ذات نفسه، لوَّنه، نضَّد قصيدة، توهَّم أسطورة، جعل من القماش معركة مصير، لخَّص في تلوينه ملهمة الكون، الإنسان القَيِّم، الله.
الفن توأم الجمال، والفنَّان الحق هو الذي يصوّر حتى القبح تصويراً جميلاً، الفنَّان، حتى أشد الفنَّانين واقعيَّة، لا ينقل الأشياء، بل الصورة التي في نفسه عنها.
إنَّه يُعيد خلقها، يغزلها بطريقته هو، وعلى منواله هو، بفذوذيَّة وأصالة... فالفن أصالة وتمرُّس، وهو بما يتطلَّب من أناة، من ثقافة عميقة وشموليَّة، إمتدادي بطبيعته، يتأبَّى على الإرتجال... إنَّه صناعة من نوع فريد، والفنَّان: هذا المتعبّد، المتعشِّق للجمال، قدره ضمانة ديمومته، تأييد اللحظة، تلوين اللفظة، تعميق المأساة، مزاوجة أنغام وحروف وألوان.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد