-
/ عربي / USD
التاريخ علم حي وواحة غضة تتفيأ في ظلالها العلوم اجتماعية كانت أن سياسية أم طبيعية الخ. والتاريخ واجهة الحضارة الإنسانية، فلا عجب من ثم أن استولى على قلوب هواة المعرفة وغدت له المنزلة الرفيعة عند الطالب والعالم وجمهرة الشعب. وقد اهتم مؤلفو الغرب الاهتمام الكلي لتبيان مراحل تطور الشعوب ورقيها وربط نتائجها بأسبابها، فكانت من ثم أبحاثهم واقعية ومنطقية استلهموا فيها الآثار من رسم ونقش وبناء الخ والاستنتاج المنطقي إذ العاديات بحد ذاتها مادة لا حياة فيها ولا تسلسل، يحييها العقل وينسقها ويفسرها فتنطق إذ ذاك لتعلمنا بما أبقاه السلف تراثاً قيماً للخلف.
وما أفدح خطأ من يعتبر التاريخ سلسلة حوادث وسجلا لأسماء تنتثر هتا وهناك في الزمان والمكان إذ التاريخ كما سبق القول علم له أساليبه ومبادئه وفلسفته التي أوجد لحمتها وسداها العربي الخالد ابن خلدون. وليست الحضارة -مادة التاريخ- ثمرة جهود فرد أو شعب أو مجموعة أمم، بل هي صنع الإنسان في مختلف عصوره القديمة والحديثة والمستقبلة، يتضافر ويتكامل لخلقها مع أخيه الإنسان للسير مرحلة والانتقال من حسن إلى أحسن. وقد تولي أمة اهتمامها لناحية حضارية دون الأخرى وتسهم من ثم على قدر طاقتها في تشييد صرح هذه الحضارة الإنسانية العالمية التي ينعم بها الجميع على تفاوت تبعاً للمؤهلات والظروف.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد