-
/ عربي / USD
كان إنسان الأصول ككل نشء أوليّ، لكي يضمن سلامته أو ببساطة أكثر لكي يضمن البقاء، مرغماً، في كل لحظة على أن يولي عناية كبيرة بالإشارات التي ينقلها إليه مجرد وجود المخلوقات أو الأشياء حوله. إنها من جهة أخرى ضرورة قائمة دائماً رغم مخادعة المدنية بإضعافها. فنحن اليوم كما كنا بالأمس ملزمون بممارسة رقابة دائمة بشعور باطني معظم الوقت على محيطنا اليومي كالطعام مثلاً والمناخ وحركة المرور واللقاءات العفوية العديدة التي لا تزال تجربتنا بعيدة جداً عن تقويم كل احتمالاتها. ومنذ البداية، كانت حياة الإنسان مرتبطة بفعل المعرفة إذا أمكن تطبيق هذا التعبير الطموح على انتباه غاية في البدائية.
اليوم كالأمس، يختلف نقل الآثار التي تغشانا من البيئة المحيطة تبعاً للجهاز المستقبل. والحواس الثلاثة الأكثر إيجابية، اللمس والذوق والشمّ، تلتصق، إذا جاز القول، بمادتها التي هي قريبة جدا بصورة عامة. بهذه الحواس يبدو لنا أن معرفتنا تتطابق مع حسّنا. مع ذلك، يصعب علينا غالباً أن نعزو إليها ذاتية محدَّدة. فاللمس أعمى متعدد التكافؤ وضعيف الانتقاء...
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد