-
/ عربي / USD
للتاريخ، بوجه عام، تاريخ، وهو تاريخ وجود وتاريخ فكر. فمن حيث هو وجود يكون التاريخ جماع ما يعيشه الأفراد والجماعات في واقع حياتهم، وملابسات نشاطهم، على مرّ الأيام، وتعاقب العصور والحقب. ومن حيث هو فكر فإن التاريخ نشاط ذهني يتوخى المعرفة بما حدث، ثم تحليل هذه المعرفة واستنباط ما يحسن استنباطه من قواعد ونظم وقوانين تنير إمكانات السلوك البشري الحاضر والقادم، أو أنها، كما يرى المتشائمون، لأن التاريخ لا يكرَّر نفسه، والزمان لا يشبه الزمان.
وقد جاء مؤلفا هذا الكتاب بدراسة شيقة جادة تخطت، أو أكملت ما سبقها من عناية بشؤون التاريخ. وقد شاء المؤلفان تعمق جدل ظاهر التاريخ وباطنه، ووجدوا أن بين الظاهر والباطن، بل من الظاهر إلى الباطن، ثمة عالم وسيع حي جياش أصيل فيه البراعة مطلب سائد دائم، والنجاح غرض صريح أو مكتوم، فسعيا إلى اختراق حجبه، وهتك أسراره، فكاتن من ذلك المسعى دراستهما الحاضرة عن صناعة المؤرخ أو مهنته.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد