-
/ عربي / USD
يمثل هذا الكتاب الذي أصدره المستشرق الفرنسي ألفريد - لويس دي بريمار سنة 2004، والذي كان آخر كتاب له، عصاره ما توصل إليه في أبحاثه دراساته التي امتدت طوال عقود عديدة حول القرآن الكريم ومراحل تشكل الإسلام الأولى.
ونظراً لأهمية الكتاب، ولعظيم فائدته بالنسبة للقارئ والباحث العربي، تمت ترجمته، يستعرض المؤلف فيه كل الإشكاليات التي تثيرها الدراسات العلمية الحديثة بخصوص تدوين وجمع القرآن الكريم في بدايات الإسلام: تضمن الكتاب خمسة فصول، والأخير منها هو أطول واحد أهم فصوله.
فبعد أن ذكّر المؤلف دي بريمار، في الفصل الأول، بالمسائل التي أثارتها أجيال المسلمين الاولى حول القرآن الكريم، ثم تعرّض للنقاشات التي تدور في الوقت الراهن، قدم في الفصل الثاني مختصراً لمحتوى القرآن الكريم خلاصته أن القرآن الكريم بالرغم من أنه يتكون من نصوص متنافرة وغير متجانسة؛ فإن العناصر البلاغية، والأغراض العقدية المتكررة بغزارة هي التي تضمن له في نهاية المطاف نوعاً من الإنسجام واللّحمة، ليقوم من ثم بتخصيص الفصل الثالث لعرض اللبنات الأساسية التي استعملها محدّثو ومؤرّخو العصر العباسي لصياغة مؤلفاتهم التي أصبحت لاحقاً المراجع الرئيسية التي أطّرت ووجّهت شتى مجالات التفكير الإسلامي الناشئ من حيث وفقه وتاريخ رسمي إلخ.
وفي الفصل الرابع، حاول المؤلف أن يقدم البرهان والدليل على أن القرآن الكريم هو نتاج عمل جماعي امتدّ عدّة عقود وشاركت في إعطائه صيغته النهائية، المعروفة اليوم، أجيال متعاقبة من المسلمين إلى أن فرض الخليفة عبد الملك بن مروان والوالي الحجاج بن يوسف نصّاً قرآنياً رسميّاً وحيداً أحدْ، أصبح متداولاً في كامل أرجاء الخلافة بعد أن مُزّقت وأُحْرِقَتْ كل المصاحف المخالفة الأخرى.
هكذا وبعد مرحلة مخاض طويلة وعسيرة، ثم نهائياً ترتيب بيت النص القرآني وإغلاقه إلى الأبد، وليبين في الفصل الخامس، أنه تم تكريس الإعتقاد والذي مفاده أن نصّ القرآن الكريم الذي عند المسلمين اليوم هون بفض التواتر المستمرّ عبر القرون، نفس النص الذي "أُنْزِلَ" على محمد الذي بلّغه بدوره لصاحبته، الذي بلغوه بدورهم لتابعيهم ولتابعي تابيعهم… وذلك بدون زيادة حرفٍ فيه ولا حذف حرفٍ منه.
هذا ويشير المترجم إلى أنه حاول قدر المستطاع في هذه الترجمة، الرجوع إلى المصادر الأصلية العربية التي اعتمدها المؤلف بريمار في كتابه هذا، وقام بوضعها في مواقع الإستشهاد في متن النص أو في الهوامش، كما عمد إلى إضافة إستشهدات في الهوامش من المصادر العربية الأخرى التي لم يذكرها المؤلف، وتعاليق شخصية من عنده، أو من إيحاء وإقتراح الراحل العنيف الأخضر، الذي اقترح عليه ترجمة هذا الكتاب، بغية التوضيح وإثراء الموضوع.
وبطبيعة الحال، فإن ما أشار المؤلف في كتابه إلى الصفحات في الهوامش تتطابق مع الطبعة الفرنسية، وبالمقابل فقد فضّل المترجم ترقيماً متسلسلاً للهوامش؛ بما فيها الهوامش التي قام بإضافتها من عنده، مع تمييزها عن غيرها من هوامش المؤلف بــ "عبارة المترجم" بين معقوفين.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد