-
/ عربي / USD
مَطْمَعُ هذه السرديّات في إبداء إحتفاءٍ أدبيّ وإنسانيّ بحِرَفٍ وصنائعَ كان لها، في مجتمعاتنا التقليديّة، شأنٌ وأيُّ شأنٍ، قبل أن يَذْوِيَ عودُها ويَأفُل نَجْمُ المعظَمِ منها، فتصير في عُهْدة الذاكرةِ والتّاريخ؛ أكثرُها اضمَحَلَّ ودَرَسَ رسْمُه، وبعضُها استمرَّ بعد أن تَعَدَّلَ شكْلُه وبعضُها الثالثُ آيلٌ إلى زوال.
في الإحتفاء هذا فِعْلُ إعترافٍ بجميلٍ ما صَنَعَتْ هذه الحِرَفُ لمجتمعاتها وأهلِ تلك المجتمعات، وما يسَّرَتْهُ للنّاس من سُبُل العيش ومن وسائلَ لِمُجالدةِ ما تَصَعَّب من ظروفه...
النصًّ، إلى ذلك، إحتفاءٌ باللّسان العربيّ العريق وآدابه؛ اللّسان الذي انفصلنا عنه إنفصال الغرباء حتّى بتْنا عنه بمنأى، وبات لبعضنا – لئلّا أقول للأكثر – طِلَسماً يحتاج إلى مَن يَفُكّ إبهامه!...
وأنا زعيم بأنّ فِقْدان صِلَتنا باللّسان العربيّ الكلاسيكيّ هذا، وآدابه البديعة، عَادَ على لغتنا المتداوَلة، اليوم، بأوْخَم العقابيل؛ بالتّفقير اللّفظيّ والشّظَف الدلاليّ، والإملاق الجَماليّ، حتّى صار الواحد مِنّا يُترجِم العبارةَ عن الفكرة أو الشعور بجملةٍ بدلاً من المُفْرَدَة الواحدة التي ذَهَل عنها وحَسِبها في حكم المعدوم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد