شارك هذا الكتاب
تحولات الفكر الفلسفي المعاصر: أسئلة المفهوم والمعنى والتواصل
(0.00)
الوصف
إن ما يمور به الفكر الفلسفي المعاصر، يعد شواهد جلية على صوابية الإشكال الذي فكرنا فيه منذ سنوات؛ وهو إشكال القلق والتدهور والتوعّك الذي بات يتجلّى أكثر، وبلغة أفضح، حيث لم يعد مصطلح "التحول" كافياً لوصف حال الإنسان راهناً، لأنه مصطلح وصفي بارد، يرصد التحوَّلات وفق منظور...
إن ما يمور به الفكر الفلسفي المعاصر، يعد شواهد جلية على صوابية الإشكال الذي فكرنا فيه منذ سنوات؛ وهو إشكال القلق والتدهور والتوعّك الذي بات يتجلّى أكثر، وبلغة أفضح، حيث لم يعد مصطلح "التحول" كافياً لوصف حال الإنسان راهناً، لأنه مصطلح وصفي بارد، يرصد التحوَّلات وفق منظور إلتزام مبدأ المسافة في التَّحليل والتفكير، أما وحال الفكر الفلسفي المعاصر، قد خرج من هذه المرحلة الواصفة، إلى مرحلة أخرى، هي المرحلة الكاشفة، فإن منطلقنا في التحليل، يجب أن يتغيّر.
وهكذا، فإن "المرحلة الكاشفة" للفكر الفلسفي المعاصر، قد ألزمت العقل المعاصر الإستماع لصوت الذات الباطنة؛ والتحلّي بسلوك الإنسان الوقاف؛ الذي يتوقف متدبّراً لكي يسأل عن قيمة القيم التي ما زال يدبّر بها معنى وجوده، ويقترف وفقاً لمتطلباتها أفعاله.

وعليه، فإننا وإنطلاقاً من قراءتنا للفلسفة المعاصرة، فإن الحقبة الكاشفة، تطالعنا بصورة أكثر توعّكاً، وأكثر سيولة، وأكثر تجزيئاً وإنفصالاً لحالة الإنسان في الغرب الحديث، وهذه المواصفات ليست على التحقيق، ملامح تخص الإنسان الغربي، وإنما هي مواصفات تخص الإنسان المعاصر، بما هو نموذج ذهني وخلقي، يطوي المسافة الزمانية والمكانية، لكي تتشربه بقية البشر في الأقطار الأخرى، وهذا يدلنا على تغيّر في مفهوم القُرْبِ بين الإنسان الغربي وبين الإنسان الآخر، فالقرب بينهما لم يعد قرباً يشترط المكان والمسافة، وإنما هو قرب بالمعنى والحقيقة.

وحال الفكر الفلسفي المعاصر الذي سنطلعك عليها أيها القارئ الكريم؛ على نتائجه؛ تتداخل فيه أدوات المعرفة، ومناهج العلوم، فالوصف ليس فلسفياً خالصاً، ليس لأن الوصف الفلسفي الخالص أضحى فاقداً القدرة التفسيرية، وإنما لطبيعة هذا الفكر، الممزوج بالميل إلى تحليل الأفعال الإنسانية، وإستخلاص المعاني والدلالات، منها، إذْ لم تعد الأفعال الإنسانية تأتمر بإلزامات الفيلسوف الأخلاقية الكلية والقطعية، وإنما باتت تأتمر بإلزامات الذات المنفصلة عن مصادر الإلزام الخارجية، عقلية كانت أم دينية؛ باتت النرجسية وعبادة الذات مصادر خارجية للسلوك.

وعليه، تداخلت الفلسفة مع أدوات العلوم الطبيعية والإجتماعية والإنسانية، لكي تفهم بنية السلوك الإنسانية الحالية، وتفهم أكثر مصائر قيم التنوير الفلسفي ونظريات التقدّم الحضاري.
التفاصيل

 

سنة النشر: 2019
اللغة: عربي
عدد الأجزاء: 1

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين