شارك هذا الكتاب
سعود
الكاتب: مراد المرعي
(0.00)
الوصف
"ظلّ سعود مستيقظاً طيلة الليل، تارة يحلم بالمال الوفير وتارة يفكر كيف سيسافر بأقرب فرصة، وتارة يفكر بعائلته عندما يسافر، رن منبه الساعة السادسة والنصف صباحاً، مدّ سعود يده على المنبه من دون أن يراه وأطفأه، نهض سعود من فرشته يشعر بقشعريرة غريبة!... وج أمه مستقيظة تسخّن له...
"ظلّ سعود مستيقظاً طيلة الليل، تارة يحلم بالمال الوفير وتارة يفكر كيف سيسافر بأقرب فرصة، وتارة يفكر بعائلته عندما يسافر، رن منبه الساعة السادسة والنصف صباحاً، مدّ سعود يده على المنبه من دون أن يراه وأطفأه، نهض سعود من فرشته يشعر بقشعريرة غريبة!... وج أمه مستقيظة تسخّن له الماء على البابور "يصبحك بالخير يمّا"، لا والله ما نمت بالمرة! ظليت اتقلب طوال الليل، وأنا أقول الله يستر من ها القلق!"... "أنا ما نمت معذور حكيتِ لي قصة بتحط العقل بالكف!... وإنت ليس ما نمتِ؟...
"تقلبت عليّ المراجع يما وأنا أسولف لك القصة، تذكرت كل الأموات رحمة الله عليهم، تدري يمّا، الناس بتموت طول السنة، بس لما يجي العيد بتتفاجأ قديش ناس ماتت خلال هذه السنة!... "يمّا شوها السوالف على الصبح: الله يرحم الأموات ويعطيك الصحة وطولة العمر، منيح اللي العيد مطوّل إبكير على البكا!!... والله موت أبوك كسري ظهري، حاسة حالي متت من جوّا! ومطلوب مني مع هيك، أكون أم وأب"!... هيني واقف جمبك يمّا، بس خليني أخرط هالقصة كمانا مرة براسي وأشوف شوبدي أعمال والله! ولله ما نمت طوال الليل ومخّي يودّي ويجيب!".

"كنت صاحية عليك يمّا، الله يوفقك بشو ما تقرر، أهم! شيء يمّا تظلّ منتبه إنه احنا بحاجتك/ يا خوفي تروح غاد وتنسانا!"... "وحّدي الله يمّا شوها الحكي؟"... أنا عشان مين مسافر؟!... والله يمّا وضعك ما هو عاجبني ع الصبح، هسه بتحمم وبطلع وأخواني يروحوا المدارس وأنت حطي راسك ونامي".

يذهب سعود ليغتسل وما زالت القشعريرة نفسها بجسده، يمسّ بشعور غريب لأول مرة، كأنه خفيف الروح! يبتسم وهو دامع بلا سبب! يخرج من الحمام ويطالع ملابسه التي لا يملك غيرها وحذاءه المثقوب، يقول في نفسه: "يا سقا الله فراقكم... يارح أفارقكم عن قريب، يارح تموتن معي!" يخرج سعود من الباب وحالما يخرج يتنفس الهواء بعمق كأنه من يتنفس لآخر مرة، يغلق الباب وراءه يسمع دعوة أمه بالتوفيق، فيبتسم ثم يحدق في السماء، ثم يطالع الشارع حوله، لا يدرى ماذا يفعل ولا أين يذهب!...

يبدأ السير وهو يفكر، يحاول أن يكفر بشيء ما مختلف هذا الصباح، يقطع الحارة الأولى فالثانية والثالثة، وفجأة تصبح الدنيا سوداء ويختفي السمع والنظر! سقط على رأسه حجر بناء أبيض، في إحدى ورشات البناء في الحارة!... سقطت مباشرة على جمجمته فهشمتها وأدخلت العظم داخل المخ!.. منظر مريع!... الدماء في كل مكان! الناس نتحلق حوله: "لا حول ولا قوة إلا بالله! يا ربي دخيلك!" مين الشب؟! مين يعرفه؟، "رحمة الله عليه، ولــ يا رجل هاظ سعود ابن أبو سعود: اللي مات أبوه "قول وغير يارجل!... الله يعوّض على أمه، والله مرة مسكينة والعيلة ع باب الله!"، كيف بدنا تخبر أمه، والله لــ تروح فيها!". مات سعود! منظر سعود وهو يطرح بدمائه ورأسه قد سحق بالكامل، منظر قد لا يراه الناس حتى في أسوأ كوابيسهم! لم يحرك أحدُ ساكناً وظل الجميع متحلقين حوله، الدماء تسيل من بين أحذيتهم، سقطوا فوق جثته لواحد تلو الآخر...

كان أبو سعود بين الواقفين، نظر لابنه وأمسك يده: "قوم يا بوي! لسه الموت عليك بكير يا ولد! مش عارف شو تعمل؟ اكسر المراية اللي عنا بالدار يابا وبتلاقي اللي بتدور عليه!"... رن جرس المنبه!... قام سعود فزعاً: "يمّا... الحقيني متت والله متت!... يمّا... دخيل الله راسي فتح!... دمي بكل مكان والناس الكلاب ما حد منهم عمل إشي"... ريته عدوك واللي يكرهك... ولك استغفر ربك لازم تصلي عشان يوفقك... أنت بس شاطر تحلم؟... "شفت أبوي يمّا! اجاني ومسك إيدي وحكى لي أنه السر بالمراية... اكسرها ورح لاقي اللي يدور عليه"... "وحالما يغادر سعود المنزل يركض إلى مرآة الخزانة يكسرها لعشرات القطع ويبحث هنا وهناك، فلا يجد شيئاً! يركض إلى مرآة الحمام، يكسرها فتسقط قطعاً...".

"يما والله ما أنا حمل المنظر! بدى تحكي لي هسه شوها الصندوق الصغير"... "والله يمّا ما بعرف عنه إشي، طوله وافتحه والله يستر من اللي فيه"... ما بين الحلم واليقظة تمضي الأحداث، وتتبدل الشخصيات، وتلمع أسماء جديدة - باول رعد سمر، البيك، كارلا... لتتناوب على مسارح الأحداث ما بين عمان ولبنان والبرازيل...

رواية تتداخل أحداثها كما تتداخل شخصياتها... وإلى نهاية مطالاف تتسدل الستارة على سعيد شقيق سعود، والدكتور النفساني فياض الذي أرداه برصاصة منه، وليمثل بجثته، وليمسك بجهاز التسجيل مسجلاً لحظاته الأخيرة: كل ما بعد هذه اللحظة هو اللاشيء.. في اللحظة التي يصدر بها صوت الرصاص، أكون قد لحقت بأخي وأمي، هناك، ربما سأجد السكون والهدوء...".
التفاصيل

 

الترقيم الدولي: 9786144281765
سنة النشر: 2019
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 224
عدد الأجزاء: 1

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين