لقد أصبح مجتمع الإنترنت وما يحتويه من ظواهر، مادة دسمة للباحثين السوسيولوجيين - وإن كان الإهتمام العربي بهذا المجال ما زال محدوداً نسبياً - يفتح لهم المجال واسعاً للتعمق في أبعاده الكثيرة والمتنوعة، حيث لم يعد من المقبول لجم هذه الظواهر تحت أي ذريعة نابعة عن علم أو جهل، لقد...
لقد أصبح مجتمع الإنترنت وما يحتويه من ظواهر، مادة دسمة للباحثين السوسيولوجيين - وإن كان الإهتمام العربي بهذا المجال ما زال محدوداً نسبياً - يفتح لهم المجال واسعاً للتعمق في أبعاده الكثيرة والمتنوعة، حيث لم يعد من المقبول لجم هذه الظواهر تحت أي ذريعة نابعة عن علم أو جهل، لقد بات مجتمع الإنترنت حقيقة علمية لا يمكن الشك بوجودها، إنه علم جديد اسمه "علم إجتماع الإنترنت". يدرس علم إجماع الإنترنت تأثير التقنية الرقمية في المجتمع البشري، وبالتالي يجمع هذا العلم مجالين علميّين، مجال علم الإجتماع ومجال الإنترنت، فالإنترنت وغن كان تقنية، إلا أنه تحوّل إلى ظاهرة إجتماعية وإلى حقيقة إجتماعية، حيث نجد في مجتمع الإنترنت جميع الظواهر الإنسانية وتفاعلاتها التي تتمظهر بشكل رقمي على مستوى الأفراد والجماعات والمؤسسات والشركات والحكومات...
هذا الأمر أدى إلى تغيير طبيعة السلطة الإجتماعية ودخول سلطة الوسيط أو سلطة الرمز، وتبدل في النماذج والآليات التي تتحكم به.
في هذا الكتاب نحاول أن نطرح أمام القارئ العربي بعضاً من الموضوعات المستجدة في مجتمع الإنترنت، وهي موضوعات أثارت في بعض جوانبها الكثير من الجدل والإعتراض والقبول والإختلاف.