يسعدني أن يكون الكتاب السادس في مشروع "مختارات د. حمد العيسى - دراسات نادرة" هو هذا الكتاب النوعي النادر والفريد عن الصحافة الكويتية "المعاصرة"، أي في الفترة التي تلت تعديل "قانون المطبوعات والنشر" الكويتي وكذلك "قانون المرئي والمسموع" عام 2006.ووفقاً لتقرير منظمة "فريدوم هاوس"...
يسعدني أن يكون الكتاب السادس في مشروع "مختارات د. حمد العيسى - دراسات نادرة" هو هذا الكتاب النوعي النادر والفريد عن الصحافة الكويتية "المعاصرة"، أي في الفترة التي تلت تعديل "قانون المطبوعات والنشر" الكويتي وكذلك "قانون المرئي والمسموع" عام 2006. ووفقاً لتقرير منظمة "فريدوم هاوس" الأمريكية عن حرية الصحافة في العالم لعام 2016، احتلت الكويت المركز الثالث عربياً بعد تونس ولبنان.
وبدون فخر زائد أو تواضع زائف، يعدّ هذا الكتاب "الأول" و"الوحيد"، حتى الآن، بالعربية الذي يحلل ما جرى للصحافة الكويتية اليومية الورقية بعد تعديل قانون المطبوعات والنشر عام 2006؛ وهو التعديل الذي بمنح تراخيص لصحف يومية جديدة؛ ما أدى إلى إلغاء هيمنة الصحف الخمس القديمة على المشهد الصحافي الكويتي، بعد إحتكار استمر لثلاثة عقود، كما سمح تعديل "قانون المرئي والمسموع" بالمثل بتأسيس قنوات تلفزيونية وإذاعية خاصة، بعد إحتكار الحكومة لتلك الوسائل لعقود أيضاً.
لقد زاد عدد الصحف الكويتية اليومية، خلال أقل من ثلاث سنوات تقريباً بعد تعديل القانون، من 5 صحف إلى 15 صحيفة، أي بنسبة 300%؛ وهي زيادة مذهلة في بلد صغير كالكويت.
ويحاول الباحث النرويجي كتيل سلفيك، في الفصل الخامس (الصراع السياسي في الصحافة الكويتية المُعاصرة)، تفسير سبب تلك الزيادة الهائلة؛ لأن سوق الصحف اليومية في بلد صغير كالكويت - يؤكد سلفيك - لا يتحمل من الناحية الإقتصادية تلك الزيادة العظيمة في عدد الصحف.
وبالفعل، أدت تلك الزيادة في عدد الصحف إلى إفلاس بعص الصحف وإقفالها، خاصة بعد أزمة عام 2008 المالية العالمية التي أدت إلى إنكماش السوق السنوية للإعلانات الصحافية الكويتية انكماشا دراماتيكيا من 300 مليون دولار عام 2008 إلى 60 مليون دولار عام 2009، وفقاً لسلفيك.
لقد كنتُ وما زلتُ متابعاً للصحافة الكويتية إلى درجة تصل إلى الإدمان، منذ أن بدأ لديّ إهتمام بالقراءة التثقيفية الجادة، وكانت جريدتي المفضلة هي "الوطن"، وأقصد هنا - بالطبع - "وطن" محمد مساعد الصالح رحمه الله، أي قبل أن يبيعها - سامحه الله وغفر له - منهياً عصرها الذهبي والجميل؛ فقد كانت جميع الصحف الكويتية تصل إلى مدينة الدمام بالسعودية، حيث أعيش في السابعة من مساء اليوم نفسه.
كنتُ لا أشتري الصحف المحلية وأنتظر "الوطن" فقط، وإذا غابت "الوطن" أحياناً، أشتري "القبس"، وأما الآن، فعندما أقرأ "الوطن" عبر النت أشعرُ بحسرة رهيبة، لأن هويتها وخط تحريرها الأصلي تشوّه وانعكس 180 درجة مقارنة بتلك الأيام القديمة والجميلة.
ينتمي هذا الكتاب، عزيزي القارئ / القارئة، إلى فئة "المختارات ذات الوحدة الموضوعية".